أداء الأسهم الأمريكية يتراجع بفعل بيانات سوق العمل

تراجع المؤشرات الرئيسية في وول ستريت

شهدت الأسواق الأمريكية تذبذبًا نحو الانخفاض يوم الجمعة. وجاء ذلك، حيث تأثر أداء الأسهم الأمريكية بشكل مباشر بتقييم المستثمرين لبيانات سوق العمل الضعيفة.

وفي هذا السياق، سجل كل من مؤشر S&P500 وداو جونز الصناعي انخفاضًا بنحو 0.7%. من ناحية أخرى، كان تراجع مؤشر ناسداك 100 أقل حدة، فهبط بنسبة 0.3% فقط. ويعود الفضل في ذلك إلى الأداء المتباين لأسهم قطاع التكنولوجيا, مما عكس حالة خاصة على أداء الأسهم الأمريكية.

بيانات الوظائف المخيبة للآمال تضغط على سوق الأسهم الأمريكي

جاء هذا التراجع نتيجة للبيانات الرسمية التي أظهرت تباطؤًا واضحًا في سوق العمل. فقد أضاف الاقتصاد الأمريكي 22 ألف وظيفة فقط في شهر أغسطس. ويعد هذا الرقم أقل كثيرًا من التوقعات، التي كانت تشير إلى إضافة 75 ألف وظيفة. علاوة على ذلك، ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له منذ عام 2021. ورغم ذلك، جاء هذا الرقم متوافقًا مع التوقعات.

وبالتالي، أشارت هذه الأرقام إلى تباطؤ ملحوظ في سوق العمل. ونتيجة لذلك، تعززت التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة قريبًا. وفي الوقت الحالي، تعكس الأسواق تسعيرًا لخفض محتمل بمقدار 65 نقطة أساس (bps) خلال عام 2025.

تباين في قطاع التكنولوجيا وتراجع أسهم البنوك

على صعيد أداء القطاعات، كان التباين هو السمة الأبرز. وقد ظهر ذلك بوضوح في قطاع التكنولوجيا، الذي شهد تحركات متباينة بين أسهمه الرئيسية.

تأثر قطاع أشباه الموصلات سلباً

تعرضت أسهم شركات أشباه الموصلات لضغوط بيعية كبيرة، حيث انخفض سهم شركة إنفيديا (Nvidia) بأكثر من 4%. وفي الوقت نفسه، تكبد سهم شركة إي إم دي (AMD) خسارة أكبر بلغت 6.5%. وجاء هذا الانخفاض الحاد بعد تحذير الرئيس ترامب بأنه سيفرض تعريفة جمركية “كبيرة” على أشباه الموصلات.

أداء قوي لسهم برودكوم

في المقابل، خالفت شركة برودكوم (Broadcom) الاتجاه الهابط، إذ ارتفع سهمها بنسبة 10%. ويعود هذا الأداء الإيجابي إلى تحقيق الشركة أرباحًا قوية. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الشركة عن شراكة استراتيجية مع أوبن أيه آي (OpenAI).

انخفاض أسهم القطاع المصرفي

شهدت أسهم البنوك أيضًا انخفاضًا حادًا. فقد تراجعت أسهم مؤسسات مالية كبرى بشكل ملحوظ. وعلى سبيل المثال، انخفضت أسهم جي بي مورغان (JPMorgan)، وويلز فارجو (Wells Fargo)، ويو إس بانكورب (US Bancorp) بأكثر من 2.5% لكل منها.

نظرة على مؤشر الأسهم الأمريكية US500

يعتبر مؤشر US500 مقياسًا رئيسيًا، حيث يتتبع أداء أسهم أكبر 500 شركة مدرجة في بورصات الولايات المتحدة. ويُشتق هذا المؤشر بشكل أساسي من التداول خارج البورصة وعقود الفروقات (CFDs). وفي تفاصيل جلسة يوم 5 سبتمبر 2025، انخفض مؤشر US500 إلى 6460 نقطة.

وبذلك، يكون قد سجل خسارة بنسبة 0.65% مقارنة بالجلسة السابقة. ومع ذلك، على مدار الشهر الماضي، ارتفع المؤشر بنسبة 1.80%. كما سجل ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 19.43% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتأتي هذه الأرقام وفقًا لبيانات تداول عقود الفروقات التي تتبع المؤشر. وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر سجل أعلى مستوى تاريخي له عند 6532.65 نقطة في سبتمبر 2025.

خلاصة أداء سوق الأسهم الأمريكي

ختامًا، يمكن القول إن جلسة التداول يوم الجمعة تأثرت بشكل كبير ببيانات سوق العمل الضعيفة. ولهذا السبب، انخفضت معظم المؤشرات الرئيسية. وفي حين عززت هذه البيانات احتمالات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي، إلا أنها أثارت في الوقت ذاته مخاوف بشأن النمو الاقتصادي.

وقد انعكس هذا الوضع على أداء القطاعات المتباين. وبدوره، يسلط هذا الأمر الضوء على حالة عدم اليقين التي تخيم على أداء الأسهم الأمريكية مستقبلًا.

المصدر