سعر الفضة يسجل قمة تاريخية جديدة ويتجاوز 51 دولارًا

قفزة قياسية في سعر الفضة مدفوعة بالطلب وانحسار المعروض

شهد سعر الفضة الفوري قفزة كبيرة تجاوزت 4%، ليصل إلى مستوى تاريخي غير مسبوق عند 51 دولارًا للأونصة. وبذلك، حطم المعدن الثمين قمته السابقة المسجلة خلال أزمة “الأخوين هانت” في عام 1980.

يأتي هذا الأداء القوي نتيجة لتلاقي عاملين رئيسيين؛ أولًا، الطلب القوي على الملاذات الآمنة، وثانيًا، شح المعروض في الأسواق. لقد قاد هذا الارتفاع في قيمة الفضة إلى تحقيق المعدن مكاسب تجاوزت 70% منذ بداية العام، متفوقًا بذلك على أداء الذهب.

العوامل المؤثرة في سعر الفضة اليوم

يستند هذا الصعود الملحوظ إلى مجموعة من العوامل الأساسية التي عززت من جاذبية المعدن الأبيض. على سبيل المثال، تزايدت المخاوف بشأن المخاطر المالية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة. علاوة على ذلك، أُثيرت تساؤلات حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

كما أن المستويات غير المستدامة للعجز والدين العالميين ساهمت بدورها في دعم هذا الاتجاه الصعودي. ومما زاد من قوة أسعار الفضة وجود نقص في المعدن المتاح بحرية في سوق لندن، الأمر الذي ضغط على المعروض المتاح.

ديناميكيات العرض والطلب وتأثيرها على سعر الفضة

يُظهر سوق الفضة الحالي تفاعلًا واضحًا بين قوى العرض والطلب، والذي يُعد المحرك الأساسي للأسعار في الوقت الراهن، خاصة مع تزايد التطبيقات الصناعية والاستثمارية للمعدن.

توقعات استمرار الفجوة بين العرض والطلب

من المتوقع أن يتجاوز الطلب على الفضة حجم المعروض للعام الخامس على التوالي في عام 2025. يعود هذا الطلب المتزايد إلى تعدد استخدامات الفضة، التي تتراوح بين الأغراض الاستثمارية والتطبيقات الصناعية الحديثة. على وجه الخصوص، تدخل الفضة في صناعة الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، مما يعزز من أهميتها.

أبرز الاستخدامات الصناعية والاستثمارية

تلعب الفضة دورًا مهمًا في المحافظ الاستثمارية بوصفها معدنًا ثمينًا. وفي الوقت نفسه، تُعد قطاعات التصوير الفوتوغرافي والمجوهرات والإلكترونيات من أكبر المستخدمين الصناعيين للفضة. وتستخدم شركات التعدين ومصنعو المنتجات النهائية والمستخدمون للمواد الصناعية التي تحتوي على الفضة عقود الفضة الآجلة والخيارات لإدارة مخاطر الأسعار الخاصة بهم.

نظرة على أداء الفضة بالأرقام

وفقًا لبيانات محدثة بتاريخ 9 أكتوبر 2025، وصل سعر الفضة إلى 50.15 دولارًا للأونصة الواحدة، مسجلًا زيادة بنسبة 2.64% مقارنة باليوم السابق. واستنادًا إلى بيانات تداول عقود الفروقات (CFD) التي تتبع السوق القياسي لهذه السلعة، فقد ارتفعت قيمة الفضة خلال الشهر الماضي بنسبة 21.84%.

ليس هذا فحسب، بل ارتفعت أيضًا بنسبة 61.00% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن الفضة قد بلغت تاريخيًا أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 51.19 دولارًا في أكتوبر من عام 2025.

أكبر منتجي الفضة ودورها في إدارة المخاطر

تتصدر المكسيك وبيرو والصين قائمة أكبر الدول المنتجة للفضة عالميًا. وتتبعها في القائمة كل من أستراليا وتشيلي وبوليفيا والولايات المتحدة وبولندا وروسيا. كما تلعب عقود الفضة الآجلة دورًا محوريًا في الأسواق، حيث تستخدمها شركات التعدين والمصنعون لإدارة مخاطر تقلبات الأسعار بفعالية.

خلاصة: اتجاه صعودي مدعوم بأساسيات قوية

في الختام، يؤكد الارتفاع الأخير في سعر الفضة على مكانتها كأصل استثماري وصناعي حيوي. إن التوقعات باستمرار الفجوة بين العرض والطلب، مدفوعة بتطبيقاتها في قطاعات النمو، تشير إلى استمرار الزخم. وبالتالي، فإن العوامل الاقتصادية الكلية والأساسيات القوية للسوق ترسم صورة واضحة لمسار المعدن الثمين في المستقبل المنظور.

المصدر