
الرؤية الاقتصادية العالمية – التضخم يقود الأسواق
الوقت المقدر للقراءة: 1 دقيقة
التضخم يقود الأسواق العالمية في الفترة القادمة
الرؤية الاقتصادية العالمية | التضخم يقود الأسواق
الأسبوع المنتهي في 7 يونيو 2025
شهدت الأسواق العالمية تحسنًا خلال الأسبوع الماضي مع انتعاش معنويات المستثمرين، وذلك بسبب بيانات الوظائف الأمريكية الإيجابية وتقدم المفاوضات التجارية. وارتفع مؤشر S&P 500 مقتربًا من مستويات قياسية، فيما حققت الأسهم الأوروبية مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.
من ناحية أخرى، صعدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل ملحوظ، حيث وصلت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.51%. كما تعزز الدولار الأمريكي مدعومًا بالبيانات الاقتصادية القوية، مما أدى إلى تراجع اليورو إلى 1.14 دولار وانخفاض الين لأدنى مستوى منذ ستة أشهر.
كذلك انعكس التفاؤل المتجدد على السلع، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 3% تقريبًا خلال الأسبوع، بينما تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1%.
ركزت الأسواق أيضًا على تحركات البنوك المركزية، إذ من المتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع يونيو، رغم الضغوط السياسية لخفضها. في الوقت نفسه، خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة إلى 2.0%، مشيرًا إلى إمكانية تثبيتها مستقبلًا مع استقرار التضخم في منطقة اليورو.
في آسيا، حافظ بنك اليابان على سياسته التشددية مع الإشارة إلى احتمال رفع إضافي للفائدة. أما في الهند، فقد خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بشكل مفاجئ لدعم النمو.
كشفت البيانات عن ارتفاع طفيف للوظائف الأمريكية بمقدار 139 ألف وظيفة في مايو، واستقرار معدل البطالة عند 4.2%. على الصعيد العالمي، تنوعت اتجاهات التضخم بين تباطؤ في أوروبا واستمرار الضغط التضخمي في الولايات المتحدة.
الاقتصاد الأمريكي: تباطؤ تدريجي وسط ضغوط تجارية
أظهرت بيانات الأسبوع الماضي مزيدًا من مؤشرات التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي. ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 139 ألفًا، فيما بقي معدل البطالة ثابتًا عند 4.2%. وأظهرت بيانات سوق العمل من مسح JOLTS انخفاضًا في الاستقالات وارتفاعًا في التسريح، مما يشير إلى تراجع الطلب على العمالة.
في جانب التصنيع والخدمات، سجلت مؤشرات ISM انكماشًا واضحًا، متأثرةً بتراجع الطلبات وارتفاع التكاليف بسبب الاضطرابات التجارية. وانخفض الإنفاق على البناء للشهر الثالث على التوالي نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وضغوط التعريفات الجمركية.
رغم هذه البيانات، تجاوز مؤشر S&P 500 مستوى 6000 نقطة، مدعومًا بالتفاؤل بشأن تجنب الركود الاقتصادي. ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لتقترب من 4.5% مع تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي.
في السياق السياسي، أُقر مشروع قانون مثير للجدل في مجلس النواب الأمريكي، يتضمن تمديد التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق الدفاعي، مما قد يضيف نحو 3.8 تريليون دولار إلى الديون.
جيوسياسيًا، عادت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين للظهور، لكن الجانبين يستعدان لجولة محادثات جديدة في لندن، ما قد يخفف من حدة التوتر لاحقًا.
النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي (9 – 15 يونيو 2025)
التضخم في بؤرة الاهتمام
تترقب الأسواق هذا الأسبوع بيانات التضخم الأمريكية، خاصة مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ومؤشر أسعار المنتجين (PPI). تشير التوقعات إلى ارتفاع طفيف في مؤشر CPI الأساسي بنسبة 0.3%، بينما قد يزيد مؤشر PPI بنسبة 0.2%، مما يعكس ضغوطًا تضخمية معتدلة حتى الآن.
إشارات الحذر من سوق العمل
ارتفعت طلبات إعانة البطالة مؤخرًا إلى 247 ألفًا، وهو أعلى مستوى منذ سبعة أشهر، مما يعكس تزايد الضغوط على سوق العمل. ستراقب الأسواق تقرير إعانات البطالة الجديد لتقييم مدى استمرار هذا الارتفاع.
السياسة المالية وتوجهات الفيدرالي
يناقش مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون الإنفاق الجديد الذي يثير مخاوف من زيادة الدين العام وتأثيره على أسعار الفائدة. كما يترقب المستثمرون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 18 يونيو لتوضيح موقفه من السياسة النقدية، مع توقع إبقاء أسعار الفائدة مستقرة حاليًا.
توقعات وول ستريت الأسبوعية
يدخل مؤشر S&P 500 الأسبوع الجاري بالقرب من مستويات قياسية بعد أن حقق مكاسب جيدة خلال الأسبوعين الماضيين، مدعومًا بنتائج الشركات وتخفيف التوترات التجارية مؤقتًا.
ومع ذلك، فإن استمرار ارتفاع عوائد السندات فوق مستوى 4.5% يمثل تحديًا للأسهم، خاصة في القطاعات الحساسة للفائدة مثل العقارات والخدمات.

من الناحية الفنية:
يعتبر مستوى 6000 نقطة على مؤشر S&P 500 مقاومة مهمة، قد يؤدي اختراقها إلى الصعود نحو مستوى 6140 نقطة. وعلى الجانب الآخر، فإن الهبوط دون مستوى 5750 نقطة قد يعزز الاتجاه الهابط نحو 5500 نقطة.
بذلك، يبقى الاقتصاد العالمي حذرًا مع تركيز الأسواق على بيانات التضخم وسياسات البنوك المركزية والتطورات التجارية المقبلة.
توقعات الدولار الأمريكي والمستويات الفنية الهامة
شهد الدولار الأمريكي تقلبات واضحة خلال الفترة الأخيرة، متأثرًا ببيانات اقتصادية متباينة والتطورات المتعلقة بالحرب التجارية. خلال الأسبوع الماضي، عزز تقرير الوظائف الإيجابي قوة الدولار، وارتفع مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 0.5%، مقتربًا من مستوى 99.3 نقطة.
من أبرز العوامل الداعمة للدولار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وتفاؤل المستثمرين بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي. مع ذلك، لا تزال هذه القوة هشة، خاصة في حال عودة التوترات التجارية للظهور.
في بداية الشهر، تراجع الدولار بشكل ملحوظ بعد تهديد الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات، مما أثار المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. عادةً تؤدي زيادة التوترات التجارية إلى رد فعل سلبي، حيث يقلل المستثمرون تعرضهم للأسواق الأمريكية، وبالتالي يتراجع الدولار والأسهم الأمريكية.
إذا شهدت بيانات التضخم الأمريكية القادمة ارتفاعًا مفاجئًا، قد يعزز ذلك توقعات تشديد السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي يدعم الدولار. في المقابل، إذا اشتدت النزاعات التجارية أو خيّبت البيانات المحلية الآمال، فقد يتراجع الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى.
هذا الأسبوع، ستعتمد حركة الدولار على أولويات المستثمرين بين فروق أسعار الفائدة (التي تدعم الدولار حالياً) أو المخاطر المرتبطة بالتجارة. قد تؤثر كذلك بيانات اقتصادية من أوروبا والصين، إلا أن تركيز الأسواق الأساسي سيبقى على بيانات التضخم وسياسات التجارة الأمريكية.
الرؤية الفنية للدولار الأمريكي
من الناحية الفنية، بدأت الضغوط البيعية على الدولار في التراجع، حيث تمكن المؤشر من الارتفاع فوق المتوسط المتحرك لفترة 50 على الإطار الزمني 4 ساعات. يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى زخم إيجابي واضح، متجهًا نحو مستوى 60 نقطة.
مستويات المقاومة والدعم الرئيسية:
- المقاومة الأولى: مستوى 99.90 نقطة، واختراق هذا المستوى سيؤكد قوة الزخم الصاعد للدولار.
- المقاومة الثانية: مستوى 101.00 نقطة (مستوى نفسي هام)، والذي قد يستهدفه الدولار بعد اختراق المستوى الأول.
- الدعم: مستوى 99.00 نقطة، وفي حال فشل الدولار في الثبات فوقه قد تتجدد الضغوط البيعية مرة أخرى.
بناءً على ذلك، من المتوقع أن يتداول مؤشر الدولار (DXY) هذا الأسبوع في نطاق 99.00 إلى 101.00 نقطة، مع متابعة دقيقة للبيانات الاقتصادية الأمريكية والتطورات المتعلقة بالحرب التجارية.

الرؤية الاقتصادية لمنطقة اليورو (9–15 يونيو 2025)
تراجعت معدلات التضخم في منطقة اليورو دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، مما يمهّد الطريق لتخفيف السياسة النقدية. انخفض التضخم السنوي إلى 1.9% في مايو، مقابل 2.2% في أبريل، مسجلاً أدنى مستوى منذ أواخر 2024. كما تباطأ التضخم الأساسي إلى 2.3%، مدفوعًا بانخفاض واضح في أسعار الخدمات.
تعكس هذه الأرقام عوامل مهمة، منها تباطؤ نمو الأجور، انخفاض تكاليف الطاقة، وقوة اليورو التي ساهمت في تخفيف ضغوط الأسعار. نتيجةً لذلك، خفّض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.0% الأسبوع الماضي. لكن الرئيسة كريستين لاغارد أشارت إلى تبنّي نهج حذر دون تقديم توجيهات واضحة للمستقبل.
تتوقع الأسواق حاليًا أن يوقف البنك المركزي الأوروبي عمليات الخفض مؤقتًا في يوليو المقبل، إلا إذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية. كذلك يرى المحللون أن التضخم قد يظل منخفضًا دون 2% حتى عام 2026، ما يعكس مخاوف سابقة بشأن استدامة انخفاض التضخم.
القطاع الصناعي والتجارة تحت الضغط
أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فسيتم التركيز هذا الأسبوع على الميزان التجاري والإنتاج الصناعي لشهر أبريل في منطقة اليورو. تشير المؤشرات المبكرة من ألمانيا إلى ضعف واضح، حيث تراجعت الصادرات الألمانية بنسبة 1.7% على أساس شهري، وانخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 1.4%.
بالإضافة لذلك، تقلص الفائض التجاري الألماني إلى 14.6 مليار يورو، وهو الأدنى منذ أكتوبر 2024، متأثرًا بتراجع الصادرات إلى الولايات المتحدة والصين وبريطانيا. من المرجح أن تؤدي هذه الاتجاهات إلى تضييق فائض التجارة في منطقة اليورو، نتيجة تراجع الطلب الخارجي وتأثير الرسوم الجمركية الجديدة.
من المتوقع أن يشهد الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو انخفاضًا محدودًا في أبريل، عاكسًا المكاسب القوية (+2.6%) التي تحققت في مارس الماضي. ومع ضعف بيانات المصانع في ألمانيا وفرنسا، وتراجع مؤشرات مديري المشتريات في مايو، تبدو آفاق النمو في الربع الثاني أضعف.
أداء اليورو والأسواق المالية
أما بالنسبة لليورو، فهو يواجه نظرة مختلطة قصيرة المدى بعد تراجع التضخم والتصريحات الحذرة من البنك المركزي الأوروبي. شهدت العملة تراجعًا في مطلع يونيو بعد انخفاض التضخم، ما دفع الأسواق لتسعير تخفيضات إضافية محتملة في الفائدة الأوروبية.
رغم أن انخفاض التضخم وسياسة البنك المركزي عادةً تضغط على اليورو، إلا أن العملة قد تتلقى دعمًا من علامات صمود اقتصادي أو تغيّر محتمل في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. لذلك يُتوقع تداول زوج EUR/USD في نطاق محدود، مع تحيز طفيف للهبوط.
في أسواق السندات، تراجعت عوائد السندات الألمانية مع انخفاض التضخم، مما دعم القطاعات الحساسة للفائدة. في المقابل، شهدت أسواق الأسهم تفاؤلاً محدودًا؛ حيث سجل مؤشر STOXX 600 ارتفاعًا طفيفًا الأسبوع الماضي، مدعومًا بتعديلات إيجابية على نمو الناتج المحلي الإجمالي وبيانات الوظائف الأمريكية.
النظرة الفنية لليورو EUR/USD
من الناحية الفنية:
يواجه زوج EUR/USD مقاومة قوية بالقرب من مستوى 1.1500، بينما يقع مستوى الدعم الأول عند 1.1350 ثم 1.1300. وفي حال كسر السعر مستوى 1.1300، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الزوج نحو 1.1200، مع زيادة الزخم الهبوطي في حال تدهورت المعنويات الاقتصادية.
عمومًا، ستظل الأسواق الأوروبية تتأرجح بين فوائد السياسة النقدية التيسيرية وعدم اليقين بشأن التجارة العالمية والنمو. من المتوقع أن تتزايد التقلبات مع ظهور بيانات اقتصادية جديدة أو تغيرات جيوسياسية مفاجئة.

الرؤية الاقتصادية للذهب (9–15 يونيو 2025)
الذهب يدخل مرحلة الاستقرار مع تقلبات محدودة
تراجعت أسعار الذهب من مستوياتها القياسية حول 3,500 دولار، لتدخل مرحلة من الاستقرار بعد هدوء مخاوف الأسواق. جاء هذا بعد تخفيف مؤقت للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة.
سُجّلت خلال الأسبوع الماضي تدفقات خارجة من صناديق الاستثمار في الذهب بقيمة 1.8 مليار دولار، خاصةً في صناديق أمريكا الشمالية. رغم ذلك، لا تزال التدفقات منذ بداية العام إيجابية، مسجلة حوالي +322 طنًا، ما يعكس استمرار الطلب طويل الأجل.
في هذه الأثناء، حافظ المستثمرون المضاربون على توجه معتدل نحو الشراء. أظهرت بيانات هيئة تداول العقود الآجلة (CFTC) ارتفاع المراكز الشرائية الصافية إلى 187.9 ألف عقد، مقارنة بـ 174.2 ألف عقد الأسبوع السابق. هذا الارتفاع يُشير إلى إعادة تدريجية للمراكز الشرائية مع استقرار أسعار الذهب فوق مستويات الدعم الرئيسية.
الظروف الجيوسياسية والاقتصادية تدعم الذهب
من جهة أخرى، لا تزال التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية تمثل عوامل دعم طويلة المدى لأسعار الذهب. تلعب الأوضاع غير المستقرة في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط والمخاطر التجارية المستمرة، بجانب مخاوف التضخم الركودي، دورًا في دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن.
شهدت الأسواق في مطلع مايو تدفقات قوية نحو الذهب نتيجة التصعيد في الرسوم الجمركية وتراجع توقعات النمو العالمي. لكن بحلول منتصف الشهر ذاته، ساعد التفاؤل حول محادثات وقف إطلاق النار والتفاوض التجاري على انتقال جزئي من الذهب نحو الأسهم.
النظرة المستقبلية للذهب
يتحرك سعر الذهب حاليًا في نطاق مثلث متماثل، مع تشكيل قمم هابطة وقيعان صاعدة. يستقر السعر في منتصف منطقة 3,300 دولار، مع وجود دعم رئيسي عند 3,290–3,300 دولار، بالقرب من المتوسط المتحرك لـ 20 يومًا ومستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6%.
مع دخول الأسبوع الجديد، تبقى التوقعات لأسعار الذهب إيجابية بحذر. ستؤثر البيانات الاقتصادية الخاصة بالتضخم وتصريحات البنوك المركزية وتطورات الأحداث الجيوسياسية على تحركات الأسعار على المدى القصير. لكن الظروف العامة تظل داعمة للذهب كأداة تحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي.
تتمثل المستويات الفنية المهمة التي يجب مراقبتها بين 3,270 و3,380 دولار، حيث قد يؤدي اختراق أحد هذه المستويات إلى تحديد اتجاه جديد للأسعار.
التحليل الفني للذهب
من الناحية الفنية:
يوجد دعم أقوى في مستويات 3,270 و3,200 دولار، التي ثبتت صمودها خلال التصحيح الذي حدث في مايو الماضي.
أما المقاومة الحالية، فتقع عند 3,350 دولار، تليها مستويات أقوى بين 3,370 و 3,380 دولار. قد يُشعل اختراق مستوى 3,380 دولار الزخم الشرائي مرة أخرى، مما يعيد استهداف القمة المسجلة في أبريل بالقرب من مستوى 3,500 دولار.

التحليل الفني للذهب – مؤشرات الزخم تظهر تراجعًا محدودًا
من الناحية الفنية:
شهدت مؤشرات الزخم بعض الضعف الطفيف. فقد تراجع مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى حوالي 37، كما بدأ مؤشر MACD بالانكماش، وهو ما يعكس تراجعًا في قوة الشراء مؤقتًا.
ومع ذلك، لا تزال أسعار الذهب فوق المتوسطين المتحركين لـ 100 و200 يوم، مما يؤكد أن الاتجاه العام الصاعد للذهب لم يتغير بعد.
توقعات سوق النفط الخام (9–15 يونيو 2025)
تداولات محدودة بين مخاطر تخمة المعروض وارتفاع الطلب الموسمي
تواصل أسعار النفط الخام تداولاتها ضمن نطاق ضيق مع بداية الأسبوع الثاني من يونيو. تستقر أسعار خام برنت في منتصف الستينات دولار للبرميل، فيما يبقى خام غرب تكساس (WTI) أدنى قليلًا. ويعكس الوضع الحالي صراعًا بين وفرة المعروض العالمي وتباطؤ الطلب من جهة، ومخاطر جيوسياسية وارتفاع موسمي في الاستهلاك من جهة أخرى.
وفرة العرض وتباطؤ الطلب
تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى أن الإنتاج سيتجاوز الطلب بنحو 700 ألف برميل يوميًا خلال 2025. يأتي ذلك مع زيادة إنتاج مجموعة أوبك بلس، إضافة إلى تباطؤ نمو الطلب العالمي نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي. في الولايات المتحدة، ارتفعت مخزونات البنزين بأكثر من 5 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وهو أمر غير معتاد مع بدء موسم القيادة الصيفي.
ومع ذلك، تبقى مخزونات الخام العالمية أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية، مع توقع تحسّن الطلب مع ارتفاع حركة السفر في الصيف.
سياسات أوبك بلس وتقييد النفط الصخري الأمريكي
بدأت أوبك بلس تدريجيًا تخفيف قيود الإنتاج، حيث زادت إمداداتها بنحو مليون برميل يوميًا منذ أبريل. ومن المقرر أن ترتفع بنحو 411 ألف برميل يوميًا إضافية في يوليو. وتشير المؤشرات إلى أن السعودية تتقبل أسعارًا أقل نسبيًا مقابل الحفاظ على حصتها السوقية.
على الجانب الآخر، يبدي منتجو النفط الصخري الأمريكي انضباطًا واضحًا. انخفض عدد منصات الحفر النشطة إلى 442، الأدنى منذ 2021، رغم استقرار الإنتاج عند 13.4 مليون برميل يوميًا. ويبدو أن توسع الإنتاج محدود، خاصة مع أسعار دون 70 دولارًا للبرميل واهتمام المستثمرين بالأرباح.
التأثيرات الجيوسياسية والاقتصادية
تظل المخاطر الجيوسياسية أحد أهم عوامل الدعم لأسعار النفط الخام. الاضطرابات الناجمة عن حرائق الغابات في كندا، وتوترات أوكرانيا، ومفاوضات الملف الإيراني تعزز المخاوف حول الإمدادات. وفي الوقت نفسه، ساهمت بيانات الوظائف الأمريكية القوية الأسبوع الماضي في تخفيف مخاوف الركود، مما عزز التفاؤل بشأن الطلب على الطاقة.

الرؤية الفنية لأسعار النفط الخام
على الصعيد الفني، اخترق خام WTI النطاق السابق (60–64 دولارًا)، ليستقر حاليًا عند مستويات مرتفعة نسبيًا. يقع مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 71، مما يشير إلى قوة صعودية قصيرة الأجل، مع وجود تباين في حجم التداول (OBV)، ما قد ينبئ باحتمالية تصحيح سعري قريب.
الخلاصة:
من المتوقع أن تستمر أسعار النفط الخام في نطاق محدود خلال الأسبوع الحالي، مع مقاومة للصعود بفعل وفرة المعروض العالمي، ودعم من مخاطر جيوسياسية وارتفاع موسمي في الطلب. يعتمد الاختراق القادم بشكل رئيسي على المستجدات الاقتصادية الكلية أو تغيّر في عوامل العرض.
توقعات سوق البيتكوين (9–15 يونيو 2025)
البيتكوين عند مفترق طرق فني: تصحيح أم استقرار؟
تدخل عملة البيتكوين الأسبوع بتداولات بين 104,000 و108,000 دولار، في مرحلة استقرار بعد القمة التي سجلتها فوق 111,000 دولار في مايو. تشير البيانات الفنية والبلوك تشين إلى سوق ينتظر تحديد الاتجاه، مع إشارات إيجابية بعيدة المدى، وحذر على المدى القصير.
البيانات على البلوك تشين: تراكم من كبار المستثمرين وضيق في العرض
تستمر المحافظ الكبيرة (الحيتان) بزيادة حيازتها من BTC. منذ مارس، أضافت المحافظ التي تملك أكثر من 1,000 بيتكوين حوالي 600,000 وحدة إضافية، تشكل نحو 5.6% من إجمالي العرض. وفي المقابل، انخفضت أرصدة البيتكوين في البورصات إلى أقل من 11%، وهي الأدنى في خمس سنوات، مما يقلل من ضغط البيع المحتمل.
لكن، بعض عناوين الحيتان نقلت كميات كبيرة من البيتكوين إلى البورصات مؤخرًا، في إشارة محتملة لجني الأرباح. أيضًا، شهدت المحافظ الصغيرة (أقل من 1 بيتكوين) عمليات شراء كثيفة، وهو عادةً ما يشير لتفاؤل مفرط قد يعقبه تصحيح.
نشاط المعدّنين وتأثيرهم على المعروض
من ناحية أخرى، يظهر المعدّنون ثقة واضحة في السوق. أعطى مؤشر Hash Ribbons إشارة شراء، مما يعني انتهاء فترة البيع القسري للمعدّنين. لا تزال احتياطيات المعدّنين ثابتة عند حوالي 1.8 مليون بيتكوين، مع ارتفاع مستمر في معدلات الهاش إلى مستويات قياسية جديدة، مما يؤكد توقعهم لارتفاع الأسعار مستقبلًا.
معنويات السوق والتأثير الإعلامي
شهدت معنويات السوق تقلبات واضحة. تسبب جدل إعلامي بين إيلون ماسك والرئيس السابق دونالد ترامب في انخفاض سريع بلغ 3% في سعر البيتكوين، وتصفية مراكز بأكثر من 300 مليون دولار. لكن سرعان ما تعافت العملة، مما يعكس قوة السوق. تنقسم تغطية وسائل الإعلام بين التحذير من عمليات جني الأرباح، والتأكيد على تحسّن الأساسيات وتراجع ضغوط البيع.
ارتفاع التفاؤل بين المستثمرين الصغار قد يعكس حماسًا مفرطًا، والذي عادةً ما يسبق فترات تصحيح قصيرة.
الرؤية المستقبلية للبيتكوين
تقف عملة BTC عند منعطف حاسم. في حال كسرها مستوى المقاومة عند 108,000 دولار مع تداولات مرتفعة، فإن الزخم الصاعد قد يعود بقوة. أما في حالة اختراق مستوى الدعم عند 104,000 دولار، فمن المرجح أن تتراجع نحو نطاق 95,000–96,000 دولار. على المتداولين متابعة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) وأرصدة البورصات.
النظرة الفنية ومستويات مهمة
من الناحية الفنية:
تبقى حركة البيتكوين مقيدة. يتواجد الدعم عند حوالي 104,000 دولار مع ظهور طلب شراء قوي حول 104,800 دولار. تقع المقاومة الرئيسية عند مستوى 108,000 دولار، واختراق واضح لهذا المستوى قد يؤكد اكتمال نموذج فني إيجابي (Cup and Handle) مستهدفًا مستويات نحو 114,800 دولار.
تبقى المؤشرات الفنية مثل RSI وMACD في حالة حيادية، بينما يتسم حجم التداول بالضعف، مما يعزز فرضية الاستقرار المؤقت.
اقرأ المزيد: مؤشر MACD: دليل شامل

مشاركة
الموضوعات الساخنة

ما هي الحرب التجارية؟ الأسباب واستراتيجيات المستثمرين
أصبحت الحرب التجارية في السنوات الأخيرة من أبرز المواضيع الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، حيث لا تؤثر فقط على اقتصاد الدول، بل تمتد تأثيراتها إلى الأسواق المالية والعملات والسلع واستراتيجيات الاستثمار....
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *