القائمة
الصفحة الرئيسية / أوتت فيو / التوقعات الاقتصادية | تفاؤل اقتصادي بعد إعلان الهدنة

التوقعات الاقتصادية | تفاؤل اقتصادي بعد إعلان الهدنة

الوقت المقدر للقراءة: 22 دقائق

جدول المحتويات

الأسواق العالمية تترقب توجهات البنوك المركزية وتأثير البيانات الاقتصادية (12–17 مايو 2025)

نظرة عامة على الاقتصاد العالمي

شهدت الأسواق العالمية خلال الفترة من 12 إلى 17 مايو 2025 حالة من التفاؤل بعد إعلان اتفاق تجاري مهم بين الولايات المتحدة والصين، والذي تضمن تخفيضًا كبيرًا في الرسوم الجمركية بمقدار 115 نقطة مئوية لمدة 90 يومًا على الأقل. رغم هذه الأجواء الإيجابية، جاءت البيانات الاقتصادية متباينة مع تزايد مخاطر الركود، خصوصًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

  • الولايات المتحدة: انخفاض في معدلات التضخم، لكن ضعف واضح في إنفاق التجزئة وثقة المستهلك.
  • بريطانيا: توقعات بارتفاع حاد في التضخم نتيجة زيادة تكاليف الطاقة، ومخاوف من ظاهرة «التضخم الجشع».
  • منطقة اليورو: استقرار نسبي في أسعار المستهلكين.
  • الصين: أداء أفضل من المتوقع للصادرات رغم تراجع نشاط قطاع الخدمات.
  • اليابان: انكماش غير متوقع في الناتج المحلي رغم ارتفاع معدلات التضخم.
  • أستراليا: توقعات قوية بخفض سعر الفائدة بسبب انخفاض التضخم الأساسي.
  • الأسواق الناشئة: تحديات كبيرة تشمل ضعف النمو، وضغوط مالية في جنوب إفريقيا، ومنافسة الواردات الصينية الرخيصة.

مراجعة الاقتصاد الأمريكي: بيانات متباينة وتحديات مستمرة

افتتح الأسبوع الماضي بإعلان هدنة جمركية بين الولايات المتحدة والصين، ما خفّض الرسوم من 145% إلى حوالي 30% على الواردات الصينية. هذا القرار دعم الأسواق بشكل محدود، إذ استمرت حالة عدم اليقين، وتراجع مؤشر ثقة الشركات الصغيرة إلى 95.8 نقطة نتيجة تراجع التوظيف وخطط الاستثمار.

تراجعت ضغوط التضخم قليلًا، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بنسبة 0.2% فقط، وبلغ معدل التضخم الأساسي السنوي 2.8%. لكن تبقى التوقعات حول النمو والتضخم متقلبة بسبب استمرار الرسوم الجمركية المرتفعة.

أبرز البيانات الاقتصادية الأمريكية للأسبوع الماضي:

التضخم والأسعار:

  • ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بنسبة 0.2% في أبريل، ليصل المعدل السنوي إلى 2.3%.
  • مؤشر أسعار المنتجين (PPI) شهد انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 0.5%، وهو الأكبر منذ عام 2009.

مبيعات التجزئة وثقة المستهلك:

  • مبيعات التجزئة ارتفعت 0.1% فقط في أبريل، بينما انخفضت المبيعات الأساسية بنسبة 0.2%.
  • تراجع مؤشر ثقة المستهلكين إلى 50.8 نقطة، أدنى مستوى منذ 1980.

الإنتاج الصناعي وسوق العمل:

  • استقر الإنتاج الصناعي في أبريل، بينما انخفض إنتاج المصانع بنسبة 0.4%.
  • استقرار طلبات إعانة البطالة عند 229,000 طلب يؤكد مرونة سوق العمل.

القطاع الصناعي والإسكان:

  • مؤشرات التصنيع الإقليمية سجلت انخفاضًا واضحًا، في ظل ارتفاع تكاليف المواد الأولية.
  • انخفضت تصاريح بناء المنازل بنسبة 5.1%، نتيجة ارتفاع تكاليف التمويل والمواد.

التوقعات الاقتصادية الأمريكية: أبرز الأحداث المرتقبة (19–25 مايو 2025)

تشمل الأحداث الاقتصادية البارزة هذا الأسبوع:

  • مؤشر المؤشرات الاقتصادية الرائدة من Conference Board.
  • نتائج أرباح كبرى شركات التجزئة مثل وولمارت وتارجت وهوم ديبو.
  • بيانات مبيعات المنازل القائمة والجديدة التي قد تعكس آثار ارتفاع أسعار الفائدة والتوتر التجاري.

التحليل فني للدولار الأمريكي (USD)

من الناحية الفنية، استقر مؤشر الدولار (DXY) بين مستويي الدعم 99.00 والمقاومة 101.00. كسر مستوى المقاومة 101.90 صعودًا قد يعزز الاتجاه الصاعد، بينما التراجع دون 99.00 يؤكد تحولًا هبوطيًا. المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) تشير إلى اقتراب من مناطق التشبع الشرائي، ما يستوجب الحذر في التداول.

التحليل الفني لمؤشر S&P 500

ارتفع مؤشر S&P 500  بحوالي 18% منذ بداية أبريل ليقترب من مستوى 6000 نقطة. يواجه المؤشر مقاومة قوية عند مستوى 6000 نقطة، تليها المقاومة التالية عند 6200 نقطة.
الدعم الأول يقع عند 5800 نقطة، تليه مستويات 5660 نقطة (المتوسط المتحرك 200 يوم).
تشير المؤشرات الفنية إلى اقتراب حالة التشبع الشرائي، وبالتالي فإن السوق بحاجة لكسر واضح لأحد المستويات المذكورة لتحديد الاتجاه القادم.

اقرأ المزيد: ما هو مؤشر S&P 500؟


توقعات الاقتصاد الصيني 2025: تباطؤ النمو وسياسة البنك المركزي لمواجهة التحديات

تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين

تشير أحدث استطلاعات وكالة رويترز إلى أن الاقتصاد الصيني سيشهد تباطؤًا في النمو خلال عام 2025، حيث من المتوقع أن يصل معدل النمو إلى 4.5%، منخفضًا من 4.8% التي سجلها في عام 2024. ويأتي هذا التراجع نتيجة استمرار تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة وضعف الطلب العالمي على الصادرات الصينية.

من ناحية أخرى، حذر تقرير صندوق النقد الدولي (IMF) الصادر في أكتوبر 2024 من أن النمو في الصين قد يتباطأ إلى مستوى قريب من 4.5% أيضًا. يعد هذا المستوى أدنى من الهدف الرسمي الذي حددته بكين عند 5%، وذلك بسبب تحديات هيكلية وعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية.

توقعات معتدلة للقطاعات الصناعية والتجزئة

ومن المتوقع كذلك أن تتراجع مؤشرات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة بشكل ملحوظ في أبريل، مقارنة بالأداء القوي الذي شهدته في الربع الأول من العام. تشير التوقعات إلى أن نمو الإنتاج الصناعي قد يصل إلى نحو 5.7% على أساس سنوي، في حين سترتفع مبيعات التجزئة بنسبة 6.0% تقريبًا.

الجدير بالذكر أن الأرقام المرتفعة في الربع الأول كانت مدفوعة بشكل كبير بتسارع الشركات لزيادة المخزون قبل تطبيق الرسوم الأمريكية الجديدة، إضافة إلى الدعم الموسمي الناتج عن الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة. لذلك، من الطبيعي أن تعود هذه الأرقام إلى معدلات أكثر استقرارًا خلال الأشهر التالية.

إجراءات بنك الشعب الصيني (PBoC) وهدنة التجارة الأمريكية

لمواجهة هذه التحديات، اتخذ بنك الشعب الصيني (PBoC) مؤخرًا عدة إجراءات داعمة للاقتصاد، أبرزها تخفيض نسبة متطلبات الاحتياطي الإلزامي (RRR) وخفض سعر إعادة الشراء العكسي (reverse-repo) لأجل سبعة أيام إلى 1.40%. تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز السيولة ودعم نمو الائتمان، مع الحفاظ على الاستقرار المالي.

كما أن الإعلان عن هدنة تجارية لمدة 90 يومًا بين الولايات المتحدة والصين قد ساهم في تخفيف حدة المخاوف المرتبطة بالسياسات التجارية، ما يقدم دعمًا إضافيًا للقطاعات الصناعية والاستهلاك المحلي.

تراجع أداء الصادرات وتباين في قطاع العقارات

رغم هذه الإجراءات، تراجع نمو الصادرات الصينية إلى نحو 8.1% على أساس سنوي خلال أبريل، في حين انخفضت الواردات بنسبة 0.2%. يشير هذا الأداء إلى استمرار ضعف الطلب الخارجي، ما أدى إلى تقلص الفائض التجاري للصين.

أما في سوق العقارات، فقد تباين أداء مبيعات المنازل الجديدة بين المناطق، حيث سجل الجنوب أداءً أفضل مقارنةً بالمناطق الأخرى. ومع ذلك، بقيت مستويات المبيعات على الصعيد الوطني أقل من مستويات ما قبل جائحة كورونا، مع استمرار تراجع تصاريح البناء والمشروعات الجديدة بسبب ارتفاع تكاليف التمويل وعدم وضوح السياسة الحكومية في هذا القطاع.

قرار سعر الفائدة وتأثيره على اليوان الصيني

في يوم 20 مايو، سيعلن بنك الشعب الصيني (PBoC) قراره الشهري بشأن معدلات الفائدة على القروض الأولية (LPRs) لأجل عام واحد وخمسة أعوام. بحسب استطلاع لوكالة رويترز، يتوقع نحو 87–88% من الخبراء الاقتصاديين أن يبقي البنك المركزي على معدلات الفائدة ثابتة عند مستوياتها الحالية، وهي 3.10% للقروض لأجل عام و3.60% للقروض لأجل خمسة أعوام.

تعكس هذه التوقعات رغبة البنك المركزي في الحفاظ على التوازن الدقيق بين دعم النمو الاقتصادي من جهة، والحفاظ على استقرار العملة الصينية من جهة أخرى.

في حال ثبّت البنك المركزي هذه المعدلات، فإن ذلك سيكون إشارة واضحة إلى قناعته بأن إجراءات السيولة الحالية كافية لمواجهة التباطؤ الاقتصادي. لكن إذا قام بتخفيض غير متوقع لأسعار الفائدة، فإن ذلك سيُعتبر مؤشرًا أقوى على نية البنك المركزي زيادة التيسير النقدي. مثل هذا القرار قد يضغط على قيمة اليوان ويؤدي إلى ارتفاع عوائد السندات الحكومية، لكنه في المقابل قد ينعش الطلب على الائتمان بشكل محدود.


توقعات أسعار الذهب الأسبوعية (19 – 25 مايو 2025)

تشير الأبحاث الأخيرة إلى أن أسعار الذهب (XAU/USD) قد تواجه ضغوطًا في المدى القصير نتيجة ارتفاع الدولار الأمريكي وتراجع الطلب الاستهلاكي من الصين والهند. مع ذلك، من الممكن أن توفر المخاطر الجيوسياسية وعودة مشتريات البنوك المركزية دعمًا لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

أسباب تراجع أسعار الذهب هذا الأسبوع

خلال الأسبوع الماضي، هبط سعر الذهب بأكثر من 4%، مسجلًا أكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر الماضي. جاء هذا التراجع بعد إعلان هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يومًا، ما أدى إلى تعزيز شهية المخاطرة ودفع المستثمرين لجني الأرباح. ولكن بحلول 15 مايو، عادت أسعار الذهب للارتفاع بنسبة 1.3% لتصل إلى نحو 3,218.89 دولار أمريكي للأونصة، مدعومة بانخفاض طفيف في الدولار وبيانات أمريكية ضعيفة.

فقد أظهرت البيانات الأمريكية لشهر أبريل تراجعًا مفاجئًا في مؤشر أسعار المنتجين (PPI) بنسبة 0.5%، كما تباطأ نمو مبيعات التجزئة، وجاء مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) أقل من المتوقع. هذه البيانات دفعت الأسواق لتعزيز توقعاتها بخفض محتمل واحد على الأقل في أسعار الفائدة الأمريكية من قِبل الاحتياطي الفيدرالي بحلول سبتمبر القادم. ونتيجة لذلك، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، ما جعل الذهب المُسعّر بالدولار أكثر جاذبية للمشترين الأجانب. مع ذلك، تراجع المخاوف من الركود الاقتصادي وانتعاش أسواق الأسهم قد حد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

اقرأ المزيد: XAU/USD – الذهب مقابل الدولار الأمريكي | تحليل زوج الذهب مقابل الدولار الأمريكي ودوره في السوق العالمية

توقعات أسعار الذهب على المدى الطويل

في استطلاع حديث أجرته وكالة رويترز، تجاوز متوسط توقعات المحللين لأسعار الذهب حاجز 3,000 دولار للأونصة للمرة الأولى. هذا يعكس ثقة واسعة النطاق في استمرار الطلب على الذهب على المدى الطويل. وأشار المستثمر المعروف ديفيد أينهورن إلى أن الارتفاع الحالي في الذهب لا يعكس فقط مخاوف من التضخم، بل أيضًا تراجع الثقة في السياسات المالية والنقدية، خاصة مع استمرار العجز القياسي في الميزانية الأمريكية.

عوامل إضافية تؤثر على سوق الذهب

1. ضعف الطلب الاستهلاكي في الصين والهند

تمثل الصين والهند حوالي 65% و25% من الطلب العالمي على المجوهرات الذهبية، على التوالي. ومع انخفاض قيمة اليوان الصيني (عند حوالي 7.22 CNH) وانخفاض قيمة الروبية الهندية، أصبح الذهب أقل جاذبية للمستهلكين في هذين السوقين الرئيسيين، خاصة مع اقتراب احتفالات السنة القمرية في الصين.

2. المخاطر الجيوسياسية وتأثير السياسات الدولية

لا تزال التوترات الجيوسياسية، مثل الصراعات في الشرق الأوسط والأزمة الروسية-الأوكرانية، تشكل دعمًا للذهب كملاذ آمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تقدم أو تراجع في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد ينعكس بشكل مباشر على أداء الذهب في الفترة القادمة.

3. مشتريات البنوك المركزية

بعد تراجعها خلال عام 2024 بسبب ارتفاع الأسعار، من المحتمل أن تستأنف البنوك المركزية شراء الذهب في حال حدوث تصحيح سعري خلال عام 2025. هذا قد يوفر أرضية سعرية صلبة لأسعار الذهب.

4. تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي

ستكون تعليقات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي حاسمة هذا الأسبوع. في حال اعتماد نبرة تشددية تشير إلى استمرار رفع أسعار الفائدة، فإن ذلك سيعزز الدولار ويضغط على أسعار الذهب. أما إذا سادت لهجة أكثر اعتدالًا مع ارتفاع التوقعات بخفض الفائدة، فإن الذهب قد يشهد دعمًا واضحًا.

التحليل الفني لأسعار الذهب (19 – 25 مايو 2025)

أغلق سعر الذهب (XAU/USD) جلسة يوم 16 مايو بالقرب من مستوى 3,200 دولار أمريكي للأونصة، متراجعًا بنسبة 1.0% خلال تداولات اليوم. يأتي هذا التراجع ضمن موجة تصحيحية على المدى المتوسط، بعد أن سجل الذهب أعلى مستوى في تاريخه عند 3,499.88 دولار في 22 أبريل الماضي.

المؤشرات الفنية الرئيسية:

  • المتوسطات المتحركة:
    لا تزال الأسعار تتداول دون المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يومًا (20 SMA) الواقع عند مستوى 3,260 دولارًا. في حال استمرار الضغط السلبي، فقد تتجه الأسعار نحو اختبار الدعم التالي المتمثل في المتوسط المتحرك البسيط لمدة 100 يوم (100 SMA) عند حوالي 3,025 دولار أمريكي.
  • مستويات المقاومة:
    تواجه الأسعار مقاومة فورية مهمة بالقرب من مستوى المتوسط المتحرك البسيط لمدة 21 يومًا (21 SMA) عند 3,308 دولار أمريكي. ولكي تتحول النظرة الفنية إلى إيجابية وتنعكس الموجة الهابطة الحالية، يحتاج السعر إلى اختراق واضح ومستدام فوق هذا المستوى.
  • مؤشر القوة النسبية (RSI):
    يستقر مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا حاليًا عند مستوى 47، دون خط التوازن (50)، مما يعكس استمرار الضغط السلبي، ويتيح مجالًا أمام الذهب للمزيد من التحركات الجانبية أو الهبوطية في المدى القصير.


تحليل أسعار النفط (WTI) وتوقعات الطلب العالمي (19 – 25 مايو 2025)

واصلت أسعار النفط الأمريكي الخام (WTI) ارتفاعها للأسبوع الثاني على التوالي، مستفيدة من تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ورغم هذا الانتعاش المؤقت، تظل المخاطر قائمة بسبب زيادة المعروض النفطي، وارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية.

عوامل العرض وتأثيرها على سوق النفط

تتجه منظمة أوبك بلس وإيران لزيادة إنتاج النفط بنحو 810 آلاف برميل يوميًا خلال مايو ويونيو، وهو ما يزيد المخاوف من عودة الفائض النفطي. في الوقت ذاته، رفعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) توقعاتها لنمو الإمدادات النفطية العالمية في 2025، مما يعزز احتمالات حدوث فائض جديد في الأسواق.

وقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) ارتفاعًا في مخزونات النفط الأمريكية التجارية بمقدار 3.5 مليون برميل حتى 9 مايو، لتعود المخزونات إلى المستويات القريبة من متوسط الخمس سنوات الماضية، رغم استمرار ارتفاع معدلات تشغيل المصافي.

كذلك أفاد معهد البترول الأمريكي (API) أن المخزونات ارتفعت بمقدار 4.3 مليون برميل، مما يدعم النظرة السلبية في المدى القصير.

من جهتها، توقعت مؤسسة غولدمان ساكس أن ترفع أوبك بلس إنتاجها بمقدار 410 آلاف برميل يوميًا في يونيو، أي ثلاثة أضعاف المعدل المتفق عليه سابقًا، بسبب تفاوت التزام الأعضاء بالحصص الإنتاجية. كما قد تؤدي اتفاقية نووية محتملة مع إيران إلى إضافة نحو 400 ألف برميل يوميًا إضافية للسوق العالمي.

الطلب العالمي والعوامل المؤثرة

رغم أن الطلب في الولايات المتحدة لا يزال قويًا نسبيًا، مع ارتفاع استهلاك البنزين بنسبة 3.8% عن العام الماضي، فإن وكالة الطاقة الأمريكية حذرت من تجاوز نمو الإنتاج معدلات الاستهك. وتوقعت الوكالة زيادة الطلب العالمي بمعدل مليون برميل يوميًا فقط في عامي 2025 و2026، متوقعة أن يبلغ متوسط سعر خام برنت حوالي 62 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2025.

في الصين، يُتوقع أن ينمو الطلب على الوقود السائل بمقدار 200 ألف برميل يوميًا فقط خلال عام 2025، نتيجة تباطؤ الاقتصاد وتأثير الرسوم الجمركية.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها المحتمل على الأسعار

لا تزال هناك عوامل جيوسياسية قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، منها:

  • المفاوضات النووية الأمريكية-الإيرانية التي قد ترفع المعروض.
  • العقوبات المستمرة على روسيا وفنزويلا.
  • التوترات المستمرة في الشرق الأوسط.

ورغم هذه المخاطر، تتباين توقعات المحللين حول الأسعار خلال العام 2025:

  • إدارة معلومات الطاقة (EIA) تتوقع سعر خام برنت عند 59 دولارًا (خام غرب تكساس بين 55 – 57 دولارًا).
  • وكالة فيتش تتوقع سعر خام غرب تكساس (WTI) حول 65 دولارًا، مع احتمال الارتفاع إلى ما بين 66.5 – 69 دولارًا في حال تحسن الطلب العالمي.

اقرأ المزيد: النفط (Oil) في الأسواق المالية | تحليل الهيكلية والعوامل المؤثرة وفرص التداول

التحليل الفني للنفط WTI (19 – 25 مايو 2025)

أغلقت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) عند مستوى 61.90 دولارًا للبرميل يوم 16 مايو، مرتفعةً بنحو 2% خلال الأسبوع الماضي. ورغم الارتداد من أدنى مستوى سُجل في 30 أبريل (58.21 دولارًا)، فإن الاتجاه العام لا يزال هابطًا على المدى المتوسط.

مستويات الدعم والمقاومة:

  • مستويات المقاومة:
    • المقاومة الفورية عند 62.80 دولارًا.
    • مستوى المقاومة النفسي الهام عند 64.00 دولارًا بالقرب من المتوسط المتحرك لـ50 يومًا (50 SMA).
    • تجاوز هذا المستوى سيقود الأسعار نحو نطاق (66.50 – 69.00 دولارًا).
  • مستويات الدعم:
    • الدعم الأولي: 60.00 دولارًا.
    • الدعم الثانوي: 58.30 دولارًا.
    • الدعم الحرج عند أدنى مستوى في أبريل: 56.74 دولارًا.

المؤشرات الفنية:

  • تتداول الأسعار حاليًا دون المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يومًا (64.00 دولارًا)، وكذلك تحت المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم (70.00 دولارًا)، مما يؤكد استمرار الزخم السلبي.
  • مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يومًا مستقر عند حوالي مستوى 50، مما يعكس إمكانية حدوث ارتداد طفيف في المدى القصير، لكن دون ظهور إشارات واضحة للانعكاس.

نمط التداول قصير المدى:

على الرسم البياني للساعة، يظهر السعر قناة صاعدة قصيرة المدى، ويشير مؤشر (Parabolic SAR) إلى إشارات شراء لحظية. مع ذلك، يظل الزخم ضعيفًا نسبيًا على الإطارين اليومي والأسبوعي.

اقرأ المزيد: أرامكو السعودية تعلن عن توزيعات أرباح بقيمة 80.11 مليار ريال للربع الأول من 2025

تحليل سعر البيتكوين: استقرار فوق مستوى 100 ألف دولار وسط تفاؤل المستثمرين (16 مايو 2025)

واصلت عملة البيتكوين (BTC) أداءها الإيجابي، وأغلقت عند مستوى يقارب 103,600  دولار بتاريخ 16 مايو 2025، محققةً مكاسب أسبوعية ملحوظة. جاء ذلك بعد حالة التفاؤل التي عززها التوصل إلى هدنة التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى لارتفاع شهية المخاطرة في أسواق الأسهم والعملات الرقمية.

تدفقات المستثمرين المؤسسيين نحو صناديق ETF البيتكوين

شهدت صناديق البيتكوين المتداولة (Bitcoin ETF) حركة واضحة من قبل المستثمرين المؤسسيين. من جهة، قلصت شركة Millennium Management حصتها في صندوق iShares بنسبة 41%، فيما استثمرت مؤسسات جديدة مثل جامعة براون (Brown University) مبالغ إضافية. وتعكس هذه التحركات توازنًا استراتيجيًا بين زيادة الاهتمام بالبيتكوين وبين الحذر من تقلباته السعرية.

اقرأ المزيد: هل الاستثمار في أسهم خزينة البيتكوين فكرة جيدة؟ بيتر شيف يجيب

البيانات الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على البيتكوين

خلال الأسبوع الماضي، صدرت بيانات اقتصادية أمريكية مخيبة للآمال بشأن التضخم، حيث سجل مؤشر أسعار المنتجين (PPI) تراجعًا قدره 0.5%، بينما كانت الزيادة في مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) أقل من المتوقع. ساهمت هذه البيانات في تعزيز توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال النصف الثاني من عام 2025، مما زاد من جاذبية البيتكوين كملاذ ضد التضخم وأداة استثمارية بديلة.

وبحسب توقعات بنك Standard Chartered، فإن التحول الاستراتيجي للمستثمرين بعيدًا عن الأصول الأمريكية التقليدية قد يدفع البيتكوين نحو مستوى 120 ألف دولار خلال الربع الثاني من العام الجاري. ويؤكد هذا السيناريو حساسية البيتكوين لتدفقات رؤوس الأموال العالمية والتوترات الجيوسياسية.

الاتجاهات الاقتصادية والتنظيمية المؤثرة على سعر البيتكوين

تظل توقعات البيتكوين مرتبطة بشكل أساسي بالعوامل الاقتصادية الكبرى وتدفقات المؤسسات المالية، بالإضافة إلى الإشارات التنظيمية. تُظهر تقارير الهيئات الرقابية الأمريكية قيام الصناديق الاستثمارية بإعادة ضبط مراكزها في صناديق الـETF المتداولة على البيتكوين، بينما تستمر شركات إدارة الأصول والمستشارون الماليون في زيادة حصصهم بشكل تدريجي، مما يشير إلى ثقة مستدامة بالعملة الرقمية رغم التقلبات قصيرة الأمد.

وأشارت وكالة رويترز في تقريرها “Cryptoverse” إلى أن تغيرات العلاقات التجارية الدولية، وتزايد الشكوك حول السياسة المالية الأمريكية، دفعت المستثمرين نحو البحث عن أصول غير مرتبطة بالأسواق التقليدية مثل البيتكوين. ويعني ذلك أن استمرار التوترات أو أي تدفقات هروب من المخاطر يمكن أن تعزز من موجة الصعود القادمة لبيتكوين.

الطلب العالمي وتباطؤ الاقتصاد الصيني

ورغم هذا الزخم الإيجابي، تبقى المخاطر قائمة نتيجة تباطؤ الاقتصاد الصيني، إذ تشير التوقعات إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP) للصين سيصل إلى نسبة تتراوح بين 4.0% و4.5% خلال عام 2025، وهو ما قد يخفف من الطلب الإقليمي على البيتكوين. مع ذلك، تبقى مؤشرات التبني العالمي للعملة الرقمية قوية، خاصة إذا بدأ الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة في يونيو 2025، مما قد يضعف الدولار الأمريكي ويعزز من جاذبية البيتكوين.

التحليل الفني الأسبوعي للبيتكوين (19 – 25 مايو 2025)

يوضح التحليل الفني لـ BTC/USD مستويات الدعم والمقاومة الهامة، مع رصد مؤشرات الزخم والتداول:

  • الوضع الحالي للسعر:
    • إغلاق الأسبوع الماضي قرب مستوى 103,600 دولار.
    • التداول ضمن قناة سعرية صاعدة (قناة الثيران).
    • المتوسطات المتحركة (Moving Averages) تُظهر تحيزًا إيجابيًا واضحًا، بالرغم من توقعات بحدوث تصحيح فني قريبًا إلى مستوى دعم 95,000 دولار.
  • مستويات الدعم والمقاومة:
    • الدعم الأولي: مستوى 101,000 دولار.
    • الدعم الثانوي: مستوى 98,000 دولار، وفي حال كسره لأسفل قد تتجه الأسعار نحو مستوى 95,000 دولار.
    • المقاومة الأولية: مستوى 105,000 دولار، ومن ثم مستوى 108,000 دولار.
    • في حالة تجاوز الأسعار لمستوى 108,000 دولار بثبات، من المتوقع أن تستهدف البيتكوين قمتها التاريخية حول مستوى 110,000 دولار.
  • مؤشر الزخم (RSI):
    • مؤشر القوة النسبية (RSI) لآخر 14 يومًا يقع بالقرب من 72 (منطقة ذروة الشراء)، مما يعني وجود قوة شرائية قوية، لكنه يُشير إلى احتمالية حدوث تصحيح طفيف قريبًا.

اقرأ المزيد: توقعات جي بي مورغان لنمو البيتكوين على حساب الذهب في 2025

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *

مشاركة
من هو جاك ما Jack Ma؟
من هو جاك ما Jack Ma؟

الوقت المقدر للقراءة: 4 دقائق من هو جاك ما؟ 👤 نبذة تعريفية الاسم الكامل: ما يون (Ma Yun)تاريخ الميلاد: 10 سبتمبر 1964 – هانغتشو، الصينمجالات التأثير: التجارة الإلكترونية، التكنولوجيا، التعليم،...

اقرأ المزيد