أظهرت الاقتصاد الألماني بوادر حياة في الربع الأول من عام 2025، محققًا نموًا متواضعًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2٪ على أساس ربع سنوي، بما يتماشى تمامًا مع التوقعات.

هذا الارتفاع ينهي سلسلة من الانكماشات — ولكن بشكل مؤقت فقط. فعلى أساس سنوي، لا يزال الاقتصاد الألماني أصغر بنسبة 0.2٪ مما كان عليه قبل عام، مما يمثل الربع السابع على التوالي من الانكماش السنوي — وهي أطول فترة ركود تشهدها البلاد منذ أزمة منطقة اليورو.

فهل هذا هو الضوء في نهاية النفق — أم مجرد فسحة قصيرة في أفق اقتصادي غائم؟

ما الذي يدفع النمو؟

✅ تحسن الطلب المحلي
انخفاض التضخم وتراجع أسعار الفائدة منحا دفعة لإنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات. الأسر باتت تنفق أكثر، والشركات بدأت تعود بحذر إلى نمط النمو.

✅ تحسن ثقة الأعمال والمستهلكين
الانتهاء الناجح من محادثات تشكيل الحكومة الجديدة منح شعورًا بالاستقرار السياسي — وهو عنصر أساسي لتحقيق اليقين الاقتصادي.

لكن الضغوط الخارجية لا تزال قائمة

أحد أبرز التحديات في الأفق: السياسة التجارية الأمريكية.
استمرار التهديدات بفرض رسوم جمركية من واشنطن لا يزال يزعزع اقتصاد ألمانيا المعتمد على التصدير، ما يثير الشكوك حول إمكانيات النمو المستقبلية.

الصورة الأشمل: الركود السنوي لا يزال قائمًا

رغم الانتعاش ربع السنوي، لا يزال الاقتصاد الألماني في حالة ركود تقني على أساس سنوي.
يشير الانكماش بنسبة 0.2٪ مقارنة بالعام الماضي إلى أن الاقتصاد لا يزال يتراجع مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وهذه هي المرة السابعة على التوالي التي يسجل فيها الاقتصاد نموًا سنويًا سلبيًا — وهي فترة لم تحدث منذ أزمة ديون منطقة اليورو قبل أكثر من عقد.

لمحة اقتصادية سريعة: النمو ربع السنوي مقابل السنوي

• ربع إلى ربع (QoQ): يقارن الناتج المحلي الإجمالي بالربع السابق — يعكس الزخم قصير الأجل.
• سنة إلى سنة (YoY): يقارن الناتج المحلي الإجمالي بنفس الربع من العام السابق — مؤشر على الاتجاهات طويلة الأجل.

في هذه الحالة، يمثل النمو ربع السنوي في ألمانيا تحسنًا على المدى القصير، لكن استمرار الانكماش السنوي يسلط الضوء على المسافة التي لا يزال الاقتصاد بحاجة لقطعها نحو التعافي الكامل.

اقرأ المزيد: ما هو مؤشر DAX الألماني؟ نبض سوق الأسهم الألمانية والأوروبية

✅ الملخص: استقرار، وليس تعافيًا — حتى الآن

📈 النمو في الربع الأول يعكس التأثيرات الإيجابية للتحفيز المحلي، وتراجع التضخم، والوضوح السياسي
⚠️ لكن النمو لا يزال ضعيفًا، والبلاد لم تتجاوز بعد أطول فترة ركود سنوي منذ أكثر من عقد
🌍 المخاطر الخارجية — خاصة الرسوم الجمركية الأمريكية وعدم وضوح الطلب العالمي — لا تزال حاضرة بقوة

حتى تحقق ألمانيا نموًا مستدامًا وشاملًا في الاستهلاك، والاستثمار، والصادرات، من المبكر إعلان نهاية الركود. الطريق لا يزال مليئًا بالمطبات، لكن الربع الأول يشير إلى أن المحرك بدأ على الأقل يعود إلى الحياة.

المصدر