ارتفاع مؤشر ZEW  للثقة في الاقتصاد الأوروبي

ارتفاع مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد في منطقة اليورو يسجل أعلى مستوى منذ يوليو 2024

في تحول إيجابي لافت، ارتفع مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد في منطقة اليورو بمقدار 10.8 نقطة خلال أكتوبر 2024 ليصل إلى 20.1 نقطة، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى 16.9 نقطة. ويُعد هذا المستوى هو الأعلى منذ يوليو الماضي، ويأتي بعد ثلاثة أشهر من التراجع المتتالي، ما يشير إلى تحسن ملحوظ في المعنويات الاقتصادية للمستثمرين والمحللين تجاه آفاق الاقتصاد الأوروبي.

ما وراء هذا الارتفاع؟

عدة عوامل إيجابية تقف وراء هذا التحول في مؤشر الثقة:

• استقرار توقعات التضخم داخل منطقة اليورو.
• احتمال خفض إضافي في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، وهو ما يشجع بيئة الاستثمار والاقتراض.
• تحسن التوقعات الاقتصادية في الأسواق العالمية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، مما يعزز مناخ التفاؤل على المستوى الدولي.

نتائج استطلاع ZEW:

• 62.3٪ من المحللين المشاركين في الاستطلاع توقعوا عدم حدوث تغييرات في النشاط الاقتصادي.
• في المقابل، 28.9٪ منهم أبدوا نظرة تفاؤلية تجاه تحسن الأوضاع.
• لكن، في الجانب المقابل، تراجع مؤشر تقييم الوضع الحالي بـ 0.4 نقطة إلى -40.8، مما يدل على أن التحسن في الثقة لا يزال يقتصر على التوقعات المستقبلية أكثر من الواقع الحالي.
• كما ارتفعت توقعات التضخم بـ 7.6 نقطة لتصل إلى -20.9، في إشارة إلى تباين النظرة بين الآفاق المستقبلية وتقييم الظروف الراهنة.

فقرة تعليمية: ما هو مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد؟

مؤشر ZEW هو اختصار لـ “Zentrum für Europäische Wirtschaftsforschung” أو مركز البحوث الاقتصادية الأوروبية في ألمانيا، ويقيس هذا المؤشر ثقة المحللين والمستثمرين المحترفين حيال الآفاق الاقتصادية المستقبلية خلال فترة الستة أشهر المقبلة.

يُعتبر هذا المؤشر مقياسًا استباقيًا، أي أنه يقدم مؤشرات مبكرة عن اتجاه الاقتصاد قبل ظهور نتائج واقعية في الإنتاج أو النمو أو البطالة.
ويُعد ارتفاع المؤشر إشارة إلى تحسن التوقعات، بينما يُعد تراجعه دلالة على تشاؤم اقتصادي.

يقيس المؤشر مشاعر المستثمرين تجاه:

• نمو الناتج المحلي الإجمالي
• اتجاهات السوق المالية
• السياسات النقدية
• التضخم والأزمات الجيوسياسية

التحليل الاقتصادي: ما دلالات هذا التحسن في الثقة؟

رغم أن الارتفاع في مؤشر ZEW يشير إلى تحسن في التوقعات، إلا أن تراجع مؤشر “الوضع الراهن” يعكس حقيقة أن الاقتصاد لا يزال يواجه تحديات آنية، مثل:

• تباطؤ النمو الصناعي
• ضعف الاستهلاك المحلي
• استمرار التأثيرات الجيوسياسية (كالحرب في أوكرانيا والتوترات التجارية مع الصين)

ومع ذلك، فإن التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة وتراجع التضخم تمنح المستثمرين أرضية تفاؤل مشروطة، خاصة إذا ترافقت مع سياسات مالية داعمة من الاتحاد الأوروبي.

الخلاصة:

ارتفاع مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد إلى أعلى مستوياته منذ يوليو يعكس انتعاشًا معنويًا مهمًا في منطقة اليورو بعد أشهر من الضغوط. لكن ما يزال الطريق نحو التعافي الكامل مليئًا بالتحديات.
السؤال الأهم هو: هل تستطيع منطقة اليورو ترجمة هذه الثقة المتزايدة إلى نمو فعلي؟
الجواب يعتمد على مسار التضخم، وتفاعل البنك المركزي الأوروبي مع معطيات السوق، ومدى استقرار الاقتصاد العالمي خلال الأشهر المقبلة.