
هل يكسر إدراج “فاليو” في البورصة المصرية جمود المؤشر الثلاثيني؟
في خطوة ملفتة للأسواق، شهدت البورصة المصرية إدراج سهم شركة “فاليو”، العاملة في مجال التمويل الاستهلاكي، وسط أجواء من الركود التي خيمت على السوق منذ الربع الأخير من عام 2024. ورغم حالة الجمود، خطف سهم “فاليو” الأضواء بتحقيقه مكاسب شكلية تجاوزت 800% في أول يوم تداول. تم طرحه بسعر 0.77 جنيه (77 قرشًا) للسهم، أي ما يعادل 10% فقط من القيمة العادلة التي أعلنتها الشركة في نشرة الطرح، والتي قدرت بـ7.4 جنيه للسهم.
أول دخول مباشر لشركة تمويل استهلاكي إلى البورصة
ما يميز طرح “فاليو” ليس فقط القفزة السعرية التي جذبت انتباه المستثمرين، بل أيضًا كونها أول شركة تمويل استهلاكي تدخل البورصة المصرية مباشرة. ويمثل ذلك خطوة نوعية في تنويع الشركات المدرجة. وقد علّق إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل المالي بشركة نعيم للوساطة، بأن هذا الطرح يمثل أحد أنجح أشكال التخارج للمستثمرين. مشيرًا في الوقت ذاته إلى الحاجة الملحة لمزيد من الإدراجات من هذا النوع لتنشيط السوق ودفع المؤشر الرئيسي.
قطاع التمويل الاستهلاكي في نمو متسارع
تشير بيانات الهيئة العامة للرقابة المالية إلى أن التمويل الاستهلاكي في مصر يشهد نموًا لافتًا، إذ ارتفع حجمه من 47.3 مليار جنيه في عام 2023 إلى 61.3 مليار جنيه في 2024. بلغت الزيادة حوالي 30%. ويعزى هذا النمو إلى ارتفاع معدلات التضخم خلال السنوات الأخيرة، ما دفع المستهلكين إلى البحث عن حلول تمويلية بديلة بعيدًا عن القنوات البنكية التقليدية. ومن هذا المنطلق، برز دور شركات التمويل الاستهلاكي في تلبية احتياجات فئة كبيرة من المصريين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على تمويل مصرفي مباشر.
وارتفع عدد المستفيدين من خدمات التمويل الاستهلاكي من 1.346 مليون شخص في عام 2021 إلى نحو 3.759 مليون بنهاية نوفمبر 2024. يوجد 45 شركة تنشط في هذا القطاع حتى نهاية 2023، وفقًا لبيانات الهيئة.
هل يمكن أن ينعش سهم “فاليو” السوق؟
رغم الطرح المثير، فإن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “EGX 30” لا يزال يتحرك ضمن نطاق ضيق بين 30 و32 ألف نقطة منذ بداية عام 2025. ولم يتمكن من تجاوز قمته التاريخية عند 35 ألف نقطة التي سجلها في مارس 2024 عقب آخر تعويم للجنيه المصري. ويتساءل مراقبون عما إذا كان إدراج شركات جديدة مثل “فاليو” سيكسر هذا الجمود. وهل سيدفع السوق نحو استعادة زخم الصعود؟
في هذا السياق، يرى البعض أن الطروحات النوعية قادرة على جذب سيولة جديدة. خاصة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الباحثة عن قطاعات نمو حقيقية مثل التمويل الاستهلاكي. لكن يبقى التحدي الحقيقي في قدرة السوق على الاستمرار في جذب شركات قوية. هذه الشركات يجب أن تكون قادرة على تحفيز التداولات بعيدًا عن المضاربات قصيرة الأجل.
خلاصة
إدراج “فاليو” يعد خطوة مهمة من حيث تنويع السوق وإدخال قطاع جديد يتمتع بنمو مرتفع وطلب متزايد. ومع أن مكاسب السهم في أول يوم تداول قد تكون شكلية نتيجة فرق التسعير، إلا أن أهمية الطرح تكمن في فتح الباب أمام شركات تمويل أخرى. وربما قطاعات مختلفة قد تتبع نفس النهج.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل سيكون إدراج “فاليو” بداية لكسر الجمود المزمن الذي يهيمن على المؤشر الثلاثيني؟ أم أنه مجرد ومضة مؤقتة في سوق لا تزال بحاجة إلى إصلاحات أعمق وزيادة في معدلات الثقة والسيولة؟
اقرأ المزيد: من المتوقع أن تتضاعف واردات مصر من الغاز المسال لتصل إلى 6.3 مليون طن في عام 2025.
تحليل الخبر
إدراج شركة “فاليو” في البورصة المصرية يعد تطورًا لافتًا في سياق الركود الذي تعاني منه السوق، خاصة المؤشر الثلاثيني EGX30. ورغم أن المكاسب الأولية التي حققها السهم تجاوزت 800%، إلا أن هذه الزيادة كانت شكلية نتيجة تسعير الطرح بأقل من قيمته العادلة. الأهمية الحقيقية للطرح تكمن في إدخال قطاع التمويل الاستهلاكي إلى سوق الأوراق المالية. هذا القطاع يشهد نموًا متسارعًا نتيجة ضعف القوة الشرائية وارتفاع التضخم.
يعكس الطرح أيضًا توجّهًا استراتيجيًا نحو تنويع الشركات المدرجة في البورصة. هذا ما أكده المحللون كخطوة ضرورية لإنعاش السوق وتعزيز الثقة لدى المستثمرين. في ظل هذا، قد يكون إدراج “فاليو” بداية لتحفيز طروحات جديدة وخلق ديناميكية مختلفة داخل السوق.
خلاصة الخبر
شركة “فاليو” تدخل البورصة المصرية محققة ضجة كبيرة في أول يوم تداول، لتصبح أول شركة تمويل استهلاكي تدرج بشكل مباشر. وبينما لا تعكس المكاسب الأولية القيمة الحقيقية للسهم، إلا أن أهمية الحدث تكمن في تنويع السوق وتنشيط المؤشر الثلاثيني. يبقى الأمل معقودًا على أن يكون هذا الطرح بداية لتدفقات جديدة وشركات واعدة تدخل السوق خلال الفترة القادمة.
مشاركة
الموضوعات الساخنة

مؤشر الاقتصاد الرائد (LEI) leading economic index
في بيئة اقتصادية تتسم بالتغير السريع وعدم اليقين، لا يكفي أن يعرف صناع القرار والمستثمرون ما يحدث الآن، بل الأهم أن يعرفوا ما يمكن أن يحدث لاحقًا. وهنا يأتي دور...
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *