ترمب يحصد أكثر من 57 مليون دولار من استثماراته في العملات الرقمية خلال عام

في خطوة مفاجئة تعكس تغيراً جذرياً في موقفه من العملات الرقمية، كشفت نماذج الإفصاح المالي الفيدرالية الصادرة عن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جنى ما يزيد على 57 مليون دولار من مبيعات رموز مشفّرة خلال عام واحد. وقد تم ذلك من خلال شركة ناشئة أسسها مع أبنائه عام 2024.

أرباح ضخمة من “ميم كوين” تحمل اسم ترامب

الوثيقة التي صدرت عن مكتب الأخلاقيات الحكومية والمكوّنة من أكثر من 230 صفحة، تضمّنت تفاصيل موسّعة عن ممتلكات ترامب، بما فيها الأسهم، العقارات، المحافظ الاستثمارية، والعائدات من مشاريع تحمل اسمه. كما أظهرت المستندات أن ترامب حقق 57.4 مليون دولار من مبيعات رموز شركة World Liberty Financial. وهي شركة تعمل في قطاع العملات الرقمية، أسّسها ترامب وأبناؤه قبيل انتخابات 2024.

وفي يناير، وقبل ساعات فقط من حفل تنصيبه، أطلق ترامب عملة رقمية من نوع ميم كوين تحمل اسمه. كانت هذه خطوة مثيرة للجدل أثارت تساؤلات حول تضارب المصالح، خاصة بعد فوزه في الانتخابات.

تحوّل في الموقف ودعم مباشر لصناعة العملات الرقمية

رغم مواقفه السابقة المناهضة للعملات الرقمية، غيّر ترامب نهجه بشكل واضح بعد عودته إلى الحكم، ليصبح من أبرز داعمي القطاع. وقد اتخذ عدة خطوات لتعزيز البيئة التنظيمية لصناعة التشفير. أبرزها كان تعيين بول أتكينز، أحد أبرز المؤيدين للعملات الرقمية، رئيساً لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC).

كما أطلق ترامب مبادرة جديدة باسم “الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين”. بينما كان الهدف منها مراجعة الأصول الرقمية التي تملكها الحكومة الأميركية، والتي تم جمع معظمها عبر مصادرات قانونية.

وفي تصريح لافت، قال نائب الرئيس جي دي فانس خلال مؤتمر للبيتكوين في لاس فيغاس الشهر الماضي: إن “العملات الرقمية باتت تملك الآن حليفاً قوياً ومدافعاً عنها داخل البيت الأبيض”.

اقرأ المزيد: ضربة إسرائيلية لإيران تهز الأسواق: ارتفاع الذهب والنفط وتراجع الأسهم والفضة

مصادر دخل أخرى: من النوادي إلى الساعات

إلى جانب العملات الرقمية، كشفت الوثائق عن مصادر دخل أخرى متعددة لترامب، منها:

• 2.8 مليون دولار من بيع ساعات يد تحمل اسمه.
• 2.5 مليون دولار من منتجات عطور وأحذية رياضية.
• 50 مليون دولار من عوائد ناديه الشهير مارالاغو في فلوريدا.
• 29.1 مليون دولار من ملعب الغولف في ويست بالم بيتش.
• 110.4 مليون دولار من ملعبه في ميامي.
• 6,484 دولاراً شهرياً كدفعة تقاعدية من نقابة ممثلي الشاشة (SAG).

ختام

تُظهر هذه الأرقام أن دونالد ترامب، سواء كرئيس أو رجل أعمال، لا يزال يحافظ على قدرته على اقتناص الفرص وتحقيق الأرباح، حتى من مجالات سبق وأن عارضها. فبعد أن كان من أشد المنتقدين للعملات الرقمية، أصبح اليوم من أبرز وجوهها الداعمة. كما وقد استفاد منها في تعزيز ثروته الشخصية ومكانته السياسية.

تحليل الخبر

يشير هذا الخبر إلى تحوّل كبير في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من العملات الرقمية. إذ انتقل من معارض شديد لها إلى أحد أبرز المستثمرين والداعمين. وقد استفاد من إطلاق عملة رقمية تحمل اسمه وجني أرباح تفوق 57 مليون دولار خلال عام واحد. هذا التحوّل لم يكن فقط على المستوى الشخصي. بل اتخذ طابعًا مؤسساتيًا من خلال تعيين شخصيات مؤيدة للعملات الرقمية في مواقع تنظيمية حساسة مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات. بالإضافة إلى تأسيس “الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين”. هذه التطورات تطرح تساؤلات حول تضارب المصالح وتوظيف النفوذ السياسي في دعم مصالح مالية خاصة.

خلاصة الخبر

حقق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكاسب تزيد على 57 مليون دولار من مشروع عملات رقمية أطلقه مع أبنائه، في تحوّل لافت بموقفه من هذا القطاع. وتزامن ذلك مع خطوات رسمية لتعزيز صناعة التشفير في الولايات المتحدة، وسط توسع في مصادر دخله الأخرى من علامات تجارية وعقارات ونوادي غولف.