مفاوضات ثنائية لتقليل الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم
اتفقت الولايات المتحدة والإمارات على بدء مفاوضات تهدف إلى التوصل لاتفاقية تجارية ثنائية تساهم في تقليص الرسوم الجمركية المفروضة على صادرات الصلب والألمنيوم الإماراتية. تأتي هذه الخطوة بعد فرض الإدارة الأميركية السابقة، في عهد الرئيس دونالد ترمب، رسوماً جمركية عالية أثرت سلباً على هذه الصناعات في الإمارات.

تأثير الرسوم على الصادرات الإماراتية
فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 10% على صادرات الألمنيوم، و25% على الصلب، قبل أن تقوم بزيادة هذه الرسوم إلى 50%، ما شكل عبئاً كبيراً على صادرات الإمارات غير النفطية. ورغم أن الإمارات دولة نفطية، فإن الصلب والألمنيوم يشكلان جزءاً مهماً من صادراتها، حيث كانت الإمارات في 2024 ثاني أكبر مصدر لهما إلى السوق الأميركية بحصة 8% من إجمالي الاستهلاك.

الإمارات ومستعدّة للتحرك السريع
أوضح المسؤولون الإماراتيون خلال المحادثات أن الإمارات قادرة على تحريك ملف الاتفاقيات التجارية بسرعة، مستندين إلى خبرتهم في إبرام اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع دول مثل الهند وتركيا وأستراليا خلال فترة قصيرة، حيث استغرق التفاوض مع الهند 88 يوماً فقط.

رد فعل أميركي وخصائص الاتفاق المتوقع
على الرغم من استجابة المسؤولين الأميركيين بشكل إيجابي، يُرجح أن تكون الاتفاقية محدودة النطاق، ولا تصل إلى مستوى اتفاقية تجارة حرة شاملة. إلا أن الاتفاقية، إذا أُبرمت، ستُعرف باسم “اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة” (CEPA)، تماشياً مع تسمية الإمارات الرسمية لاتفاقياتها التجارية.

العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات والولايات المتحدة
تُعد الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية 34.4 مليار دولار في 2024، مع فائض أميركي يقارب 19.4 مليار دولار. كما تعهدت الإمارات باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، ما يعكس عمق العلاقة الاقتصادية بين البلدين.

دور صناديق الثروة السيادية والاستثمارات المتبادلة
تمتلك الإمارات صناديق ثروة سيادية ضخمة مثل “مبادلة” بقيمة 330 مليار دولار، وهي من كبار المستثمرين في الولايات المتحدة، ما يعزز من فرص التعاون الاقتصادي والتجاري.

مفاوضات متوازية مع الاتحاد الأوروبي والدول الخليجية الأخرى
بالإضافة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة، تعمل الإمارات على إبرام اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، بينما تمتلك دول خليجية أخرى مثل البحرين وعمان اتفاقيات تجارة حرة ثنائية مع واشنطن.

تحليل الخبر
تمثل هذه المفاوضات خطوة استراتيجية للإمارات نحو تعزيز علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة وتقليل الحواجز الجمركية على صادراتها غير النفطية. وتعكس رغبة الطرفين في تعزيز التعاون الاقتصادي وسط بيئة تجارية عالمية متقلبة، مع استفادة كل من الإمارات والولايات المتحدة من فرص النمو والاستثمار المشترك.

في النهاية، من المتوقع أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى دعم الصناعات الإماراتية وتعزيز مكانة الإمارات كشريك تجاري حيوي في الشرق الأوسط، بينما تتيح للولايات المتحدة توطيد علاقاتها الاقتصادية مع حليف إقليمي مهم.

القسم التعليمي

ما هي الرسوم الجمركية؟
الرسوم الجمركية هي ضرائب تفرضها الحكومات على البضائع المستوردة (وأحيانًا المصدّرة) عند عبورها الحدود الدولية. تهدف هذه الرسوم إلى تنظيم التجارة، حماية الصناعات المحلية، وجمع الإيرادات للدولة.

أنواع الرسوم الجمركية

1. رسوم نسبية (Ad Valorem): تُحسب كنسبة مئوية من قيمة السلعة. مثال: 10% على سعر البضاعة المستوردة.
2. رسوم محددة (Specific Duties): تُفرض كمبلغ ثابت لكل وحدة مستوردة، مثل 5 دولارات على كل كيلوغرام من منتج معين.
3. رسوم مركبة (Compound Duties): تجمع بين النسبة المئوية والقيمة الثابتة، مثل 5% + 2 دولار لكل وحدة.

أهداف الرسوم الجمركية

• حماية الصناعات المحلية: من خلال جعل السلع الأجنبية أكثر تكلفة، تُعطى المنتجات المحلية ميزة تنافسية.
• زيادة إيرادات الدولة: تُعد الرسوم الجمركية مصدرًا هامًا للدخل في العديد من الدول.
• الرد على ممارسات تجارية غير عادلة: قد تُستخدم الرسوم كأداة للضغط أو الرد على سياسات تجارية من دول أخرى.

الآثار الاقتصادية للرسوم الجمركية

• إيجابية: تعزيز الإنتاج المحلي، تقليل الاعتماد على الخارج، خلق فرص عمل.
• سلبية: زيادة الأسعار على المستهلكين، احتمال نشوب حروب تجارية، وتأثير سلبي على العلاقات الدولية.

الرسوم الجمركية في السياق الحديث
في السنوات الأخيرة، أصبحت الرسوم الجمركية أداة رئيسية في النزاعات التجارية العالمية، كما حدث بين الولايات المتحدة ودول مثل الصين والاتحاد الأوروبي. كذلك، تسعى بعض الدول – مثل الإمارات – للتفاوض من أجل تقليل الرسوم المفروضة على صادراتها الحيوية مثل الصلب والألمنيوم.

خلاصة
الرسوم الجمركية أداة مالية وتجارية فعالة، لكنها سلاح ذو حدين. تُستخدم لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية، إلا أن الإفراط في استخدامها أو فرضها بشكل غير مدروس قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد وتضرر الاقتصاد العالمي.

تحليل الخبر:
تمثل المفاوضات التجارية بين الإمارات والولايات المتحدة خطوة استراتيجية مهمة تهدف إلى تخفيف الأعباء الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب سابقًا على صادرات الصلب والألمنيوم. هذه الرسوم أثرت بشكل ملحوظ على تنافسية المنتجات الإماراتية في السوق الأميركي. وتأتي الخطوة في توقيت تسعى فيه الإمارات إلى تعزيز مكانتها كمصدّر عالمي وتنويع صادراتها غير النفطية، مستفيدة من علاقاتها الدولية واتفاقياتها السابقة الناجحة.

خلاصة الخبر:
السعي الإماراتي لتوقيع اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة يعكس حرصها على حماية صناعاتها الحيوية وتحفيز النمو في الصادرات غير النفطية. إذا نجحت هذه المفاوضات، فقد تفتح الباب لمزيد من الشراكات الاقتصادية وتقلل من أثر الحواجز التجارية على الاقتصاد الإماراتي.

المصدر