
سوريا تعود إلى «سويفت»… فما هو نظام سويفت ولماذا يعتبر حجر الزاوية في الاقتصاد العالمي؟
في خطوة اقتصادية وسياسية مهمة، أعلن حاكم بنك سوريا المركزي الجديد، عبد القادر حصرية، إعادة ربط سوريا بالكامل بنظام «سويفت» للدفع الدولي خلال أسابيع قليلة. يأتي هذا الإعلان بعد أكثر من 14 عاماً من الحرب والعقوبات التي أثرت على البلاد، ويعد هذا الإنجاز الأول ضمن حزمة الإصلاحات التي تتبناها الحكومة السورية الجديدة، ويشير إلى توجه حثيث نحو جذب التجارة والاستثمار الدوليين عقب رفع العقوبات الأميركية مؤخراً.
ما هو نظام سويفت؟
نظام «سويفت» هو شبكة اتصالات مالية عالمية آمنة وموحدة تستخدمها البنوك والمؤسسات المالية حول العالم لتبادل الرسائل المتعلقة بالمعاملات المالية الدولية. الاسم هو اختصار لـ«جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك» (Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication). رغم أنه ليس نظام تحويل أموال بحد ذاته، فإنه يُعد العمود الفقري الذي يدير ويؤمن الرسائل اللازمة لعمليات تحويل الأموال بين البنوك، مما يسهل إنجاز مليارات المعاملات المالية يومياً بكفاءة عالية وأمان.
أهمية سويفت في النظام المالي العالمي
نظراً لدوره الحيوي، يُستخدم «سويفت» من قبل أكثر من 11,500 مؤسسة مالية في 200 دولة ومنطقة، حيث يتم تبادل حوالي 47.6 مليون رسالة يومياً عبر هذه الشبكة. تتميز سرعة المعاملات في سويفت بأن 89% من المدفوعات تصل خلال ساعة واحدة، ونصفها يُودع في حسابات المستفيدين خلال 5 دقائق فقط، بينما يتم إتمام معظمها خلال 24 ساعة. لهذا، يُعتبر نظام «سويفت» أداة أساسية في تسهيل التجارة الدولية وتمويل الاقتصاد العالمي.
تاريخ تطور نظام سويفت
قبل ظهور «سويفت»، كان التلكس هو الوسيلة الأساسية لتأكيد التحويلات المالية بين البنوك، لكن هذا النظام كان بطيئاً ومعرضاً للأخطاء. تأسست جمعية سويفت في عام 1973 بمشاركة 239 مصرفاً من 15 دولة، وبدأت تشغيل خدماتها عام 1977 لتحل محل التلكس، وحققت انتشاراً واسعاً بفضل موثوقيتها وأمنها وسرعتها.
كيف يعمل نظام سويفت؟
يعمل النظام عبر إرسال رسائل مالية مشفرة وآمنة بين البنوك، تشمل تفاصيل المعاملة مثل المبلغ والعملة وحسابات المستفيد. يتم ذلك باستخدام رموز تعريف فريدة (BIC codes) لكل بنك. ولا يتم نقل الأموال عبر «سويفت» مباشرة، بل تُرسل الأوامر والتعليمات التي تعالجها البنوك بعد ذلك لتحويل الأموال.
ماذا تعني عودة سوريا إلى نظام سويفت؟
عودة سوريا إلى «سويفت» تعني رفع الحظر عن جزء أساسي من وصولها إلى النظام المالي العالمي، مما يتيح للبنوك السورية إجراء المعاملات المالية الدولية عبر القنوات الرسمية. خلال فترة العقوبات، اعتمدت سوريا على قنوات غير رسمية ومكلفة، مما أثر سلباً على التجارة والاستثمار.
الآثار المتوقعة لإعادة الربط بنظام سويفت
- تسهيل التجارة الدولية: ستتمكن الشركات السورية من استيراد وتصدير السلع بشكل أكثر سلاسة وأمان، مما يقلل التكاليف ويفتح أسواقاً جديدة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية: تعزز عودة سوريا إلى «سويفت» الشفافية والالتزام بالمعايير الدولية، مما يزيد من ثقة المستثمرين العالميين.
- تسهيل تحويلات المغتربين: يمكن للسوريين في الخارج إرسال الأموال إلى بلادهم عبر القنوات الرسمية، مما يقلل التكاليف والمخاطر.
- إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي: تمهد الخطوة الطريق للحصول على تمويلات وقروض دولية، والمشاركة في الاقتصاد العالمي.
- تقليل الاعتماد على الشبكات غير الرسمية: مما يحد من مخاطر غسل الأموال والتمويل غير المشروع.
- تحسين سمعة القطاع المصرفي السوري: تشجيع تحديث البنية التحتية المصرفية الرقمية والرقابية.
- دعم التعافي الاقتصادي: تساهم الخطوة في تعزيز قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة ورفع احتياطيات البنك المركزي.
إن عودة سوريا إلى شبكة «سويفت» تمثل نقطة تحول مهمة على طريق إعادة إدماج البلاد في الاقتصاد العالمي وتعزيز فرص التعافي الاقتصادي بعد سنوات من الصعوبات والعقوبات.
اقرأ المزيد: سيكولوجية التداول
تحليل الخبر
عودة سوريا إلى نظام «سويفت» تمثل خطوة استراتيجية تعيد البلاد إلى قلب النظام المالي العالمي بعد سنوات من العزلة بسبب الحرب والعقوبات. هذه الخطوة لا تسهل فقط عمليات التحويل المالي الدولي بشكل رسمي وآمن، بل تفتح أبواباً جديدة أمام التجارة والاستثمار وتدعم استقرار القطاع المصرفي السوري. مع ذلك، يبقى التحدي في قدرة المؤسسات المالية السورية على تحديث بنيتها التحتية ومواكبة المعايير الدولية لضمان استفادة فعلية ومستدامة من هذه العودة.
خلاصة الخبر
أعلن بنك سوريا المركزي عن إعادة ربط سوريا بنظام «سويفت» للدفع الدولي، ما يعني رفع العزلة المالية عن البلاد بعد أكثر من عقد من العقوبات. هذا الإجراء سيسهل التجارة الدولية، جذب الاستثمارات، وتحويلات المغتربين، ويدعم إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي، مما يساهم في تعزيز التعافي الاقتصادي الوطني.
مشاركة
الموضوعات الساخنة

ما هي الحرب التجارية؟ الأسباب واستراتيجيات المستثمرين
أصبحت الحرب التجارية في السنوات الأخيرة من أبرز المواضيع الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، حيث لا تؤثر فقط على اقتصاد الدول، بل تمتد تأثيراتها إلى الأسواق المالية والعملات والسلع واستراتيجيات الاستثمار....
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *