أطلق المستثمر والملياردير الأميركي راي داليو تحذيراً قوياً بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي. يأتي ذلك في وقتٍ تتصاعد فيه المخاوف من تفاقم الدين الفيدرالي وتأثيراته بعيدة المدى. وبينما يرى أن خطر أزمة ديون وشيكة منخفض نسبياً، إلا أن الخطر طويل الأجل كبير جداً. ذكر هذا في كتابه الجديد «كيف تُفلس الدول: الدورة الكبرى».

الاقتصاد الأميركي يقترب من “دوامة الموت”

يرى داليو أن ديون الحكومة الأميركية تقترب من نقطة اللاعودة. حذّر من الدخول في دوامة مميتة للديون، إذ تضطر الحكومة إلى إصدار سندات جديدة لسداد الديون القديمة. مع طلب منخفض من المستثمرين، يجبرها ذلك على رفع أسعار الفائدة بشكل متسارع.

الإنفاق الأساسي في خطر

يرى داليو أن ارتفاع الدين الحكومي سيزاحم الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، مما يضعف الاقتصاد ويُقلق المستثمرين. ويؤكد:

“أسوأ سيناريو هو أن تواجه الحكومة أوقاتاً عصيبة وماليتها في أسوأ حالاتها.”

خطر مشروع قانون ترامب الضريبي

أشار داليو إلى أن مشروع القانون الضريبي الجديد، الذي وصفه ترامب بـ”الضخم والجميل”، يفاقم العجز المالي الأميركي. بينما يحدث هذا من خلال خفض الإيرادات دون تقليل الإنفاق. كما أن هذا بدوره يهدد التوازن المالي للدولة.

مؤشرات الخطر تتصاعد

في فعالية عقدت في نيويورك في 22 مايو 2025، قال داليو إن العجز الأميركي الحالي غير مستدام. كما توقع أن تصل الولايات المتحدة إلى “وضع حرج” خلال ثلاث سنوات.
وأضاف:

“يجب أن نخشى سوق السندات… هذا أمر بالغ الخطورة.”

الدين الفيدرالي يصل لمستويات قياسية

وفقاً لوزارة الخزانة الأميركية، ارتفعت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من 104٪ عام 2017 إلى 123٪ عام 2024. ويرى الخبراء أن هذه النسبة غير مسبوقة تاريخياً خارج فترات الركود العميق.

اقرأ المزيد: من هو جاك ما Jack Ma؟

غياب الحل السياسي

انتقد داليو عدم توافق الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حل للأزمة، قائلاً:

“إنه أشبه بأن تكون على متن قارب يتجه نحو الصخور، والجميع يتفق على ضرورة الانعطاف… لكن لا أحد يتفق على كيفية القيام بذلك.”

تحليل الخبر

تحذيرات راي داليو تسلط الضوء على التحديات البنيوية التي تواجه الاقتصاد الأميركي، خصوصاً في ظل توسّع غير منضبط في الدين العام وتراجع التنسيق السياسي. إن السيناريو الذي يصفه داليو، والذي يتضمن ارتفاع أسعار الفائدة وتقلص قدرة الحكومة على تمويل إنفاقها، يعكس قلقاً متنامياً بين كبار المستثمرين العالميين من هشاشة الوضع المالي الأميركي.

خلاصة الخبر

يرى داليو أن الاقتصاد الأميركي لا يواجه أزمة وشيكة، لكنه يسير بخطى ثابتة نحو دوامة ديون مدمرة ما لم يتم اتخاذ قرارات مالية حاسمة. في ظل تزايد العجز وعدم اتفاق سياسي، قد يكون المستقبل المالي للولايات المتحدة أكثر اضطراباً مما يظهر على السطح.

المصدر