شهدت أسواق المعادن العالمية موجة من التفاؤل، انعكست بشكل مباشر على أسعار خام الحديد التي قفزت إلى مستويات قياسية.

 يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بالأنباء الإيجابية حول الهدنة التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، أميركا والصين، مما أثار شهية المستثمرين وفي النهاية دعم الأسواق بما فيها أسعار خام الحديد.

كيف دعمت الهدنة أسعار خام الحديد العالمية؟

جاء الارتفاع الأخير في الأسعار كنتيجة مباشرة للاتفاق بين واشنطن وبكين على تعليق فرض رسوم جمركية جديدة، ما بث شعورًا بالارتياح في الأسواق التي عانت طويلًا من حالة عدم اليقين.

هذا التفاؤل، وإن كان حذرًا، أعطى دفعة قوية للطلب. كان هذا الطلب خاصًا من جانب الاقتصاد الصيني. يعد الاقتصاد الصيني المستهلك الأكبر لخام الحديد عالميًا.

 المستثمرون يترقبون الآن أي خطوات فعلية تترجم هذه الهدنة إلى حل دائم. هذه الخطوات يمكن أن تضمن استقرارًا أطول في أسواق المعادن بما فيها أسعار خام الحديد.

خام الحديد في البورصات الآسيوية: أرقام قياسية جديدة

كان تأثير الهدنة واضحًا في أداء البورصات الآسيوية الرئيسية؛ حيث سجلت العقود الآجلة لخام الحديد في بورصة سنغافورة قفزة تجاوزت 4%، وهو أعلى مستوى لها منذ عدة سنوات.

 ولم تكن بورصة داليان الصينية ببعيدة عن هذا الزخم. ارتفعت الأسعار فيها بنسبة مماثلة.

 يعكس هذا الأداء تأثير الهدنة بين أميركا والصين على المعادن، ويؤكد على الارتباط الوثيق بين استقرار التجارة العالمية وأداء قطاع الصلب الذي يعتمد بشكل كلي على إنتاج الصلب في أكبر المدن الصينية، بما في ذلك الأسعار الخاصة بخام الحديد.

تحليل مستقبلي: هل يستمر صعود أسعار خام الحديد؟

على الرغم من الانتعاش الحالي، يظل مستقبل الأسعار مرتبطًا بشكل وثيق بمدى استمرارية الهدنة التجارية. يرى المحللون أن هذا الارتفاع قد يكون مؤقتًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل ينهي النزاع التجاري بشكل جذري.

 تشير توقعات الأسعار في المستقبل إلى أن السوق ستبقى حساسة للغاية لأي تصريحات أو قرارات سياسية قادمة من واشنطن أو بكين. لذلك، يبقى الاستقرار مرهونًا بتحول التفاؤل الحالي إلى واقع تجاري ملموس ومستدام.

المصدر