القائمة
الصفحة الرئيسية / أخبار / أسعار النحاس تتهاوى بأكثر من 21.4% في يوم واحد!
أسعار النحاس

أسعار النحاس تتهاوى بأكثر من 21.4% في يوم واحد!

هبوط تاريخي يهز سوق المعادن

شهدت أسواق السلع العالمية صدمة عنيفة. إذ هوت العقود الآجلة لخام النحاس من مستويات تجاوزت 5.5 دولار للرطل إلى نحو 4.35 دولار. كان هناك انخفاض تجاوز 21.4% في يوم تداول واحد. مسجّلةً بذلك أحد أكبر التراجعات اليومية لأسعار النحاس منذ سنوات.

وقد أدى هذا الانهيار المفاجئ إلى حالة من الذعر في أوساط المستثمرين والمتداولين. وجدوا أنفسهم في مواجهة تقلبات حادة وغير متوقعة في “المعدن الأحمر”. هذا المعدن يُعد مقياسًا رئيسيًا لصحة الاقتصاد العالمي. فما الذي حدث بالضبط؟ وما أبعاد هذا التطور الدراماتيكي على مستقبل أسعار النحاس؟

ما الذي أشعل العاصفة في أسعار النحاس؟

يكمن السبب الرئيسي وراء هذا الانهيار في إعلان مفاجئ من البيت الأبيض بخصوص الرسوم الجمركية على واردات النحاس. بعد فترة من التكهنات، تم فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع واردات النحاس. دفع هذا العديد من الشركات لشحن كميات كبيرة من المعدن إلى الولايات المتحدة تحسباً للقرار، وجاء الإعلان النهائي مخالفاً للتوقعات.

القرار الجديد استثنى “النحاس المكرر” من الرسوم، وقصرها فقط على المنتجات نصف المصنعة مثل الأنابيب والأسلاك. هذا التوضيح أحدث فوضى في السوق، حيث كانت المراكز المالية والمخزونات قد بُنيت على أساس فرض رسوم شاملة. ونتيجة لذلك، اندفع المتداولون لبيع عقودهم بشكل جماعي لتصحيح مراكزهم، مما أدى إلى تهاوي الأسعار بهذا الشكل الحاد.

تداعيات القرار المفاجئ على سوق النحاس

وصف المحللون الوضع بأنه “كارثي” لبعض الأطراف التي استثمرت مبالغ طائلة في شحن المعدن إلى أمريكا. بينما استندوا إلى توقعات الرسوم الشاملة. هذه الكميات من النحاس أصبحت الآن عالقة في المخازن، مما يضع ضغطاً هائماً على البائعين. يهدد ذلك بإغراق السوق بالمعروض.

 إن تأثير الرسوم الجمركية على أسعار النحاس لم يكن مباشراً كما توقع البعض. بل تحول إلى محفز لعملية بيع واسعة النطاق نتيجة للمعلومات المضللة والتوقعات الخاطئة.

عوامل أخرى تضغط على أسعار النحاس عالمياً

بالإضافة إلى الدراما الأمريكية، تواجه أسعار النحاس ضغوطاً أخرى متعددة تزيد من تعقيد المشهد. فتباطؤ الطلب من الصين، المستهلك الأكبر للنحاس في العالم، يلقي بظلاله على السوق. أي مؤشرات على ضعف النشاط الصناعي في الصين تؤدي إلى انخفاض الطلب، وبالتالي تراجع الأسعار.

كذلك، يلعب ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي دوراً محورياً. فعادةً ما يؤدي الدولار القوي إلى جعل السلع المسعرة به، مثل النحاس، أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. والذي يقلل من جاذبيتها. بينما يضاف إلى ذلك استمرار الاضطرابات في جانب العرض، خاصة في الدول المنتجة الرئيسية مثل تشيلي وبيرو، مما يخلق حالة من عدم اليقين حول توافر المعروض المستقبلي.

تحليل ختامي: إلى أين تتجه أسعار النحاس في 2025؟

في الختام، يُظهر الانهيار الأخير مدى حساسية سوق النحاس. ليس فقط للعوامل الاقتصادية التقليدية كالعرض والطلب، بل أيضاً للقرارات السياسية المفاجئة والتكهنات. 

على المدى القصير، قد تستمر التقلبات الحادة مع محاولة السوق استيعاب الصدمة وتصحيح المراكز. أما على المدى المتوسط والطويل، فإن مستقبل أسعار النحاس سيبقى مرهوناً بتوازن دقيق بين عدة قوى. كما تشمل هذه القوى التعافي الاقتصادي العالمي، والطلب المتزايد من قطاعات حيوية مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، واستقرار الإنتاج في الدول المصدرة.

 إن ما حدث هو تذكير قوي بأن الاستثمار في سوق المعادن يتطلب تحليلاً عميقاً. ويتطلب أيضاً قدرة على التكيف السريع مع المتغيرات غير المتوقعة.

المصدر

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *