القائمة
الصفحة الرئيسية / أخبار / كوينبيس تُصنف ضمن قائمة TIME لأكثر الشركات تأثيرًا في 2025: طفرة تنظيمية وصعود عالمي
كوينبيس

كوينبيس تُصنف ضمن قائمة TIME لأكثر الشركات تأثيرًا في 2025: طفرة تنظيمية وصعود عالمي

في خطوة تعكس التحول الكبير في نظرة المؤسسات العالمية لصناعة العملات الرقمية، أدرجت مجلة TIME الشهيرة منصة كوينبيس (Coinbase) ضمن قائمتها السنوية لأكثر 100 شركة تأثيرًا في العالم لعام 2025. وتم تصنيف كوينبيس كشركة “معطّلة” (Disruptor) بفضل دورها الريادي في تشكيل السياسات التنظيمية في الولايات المتحدة. كما أنها توسّعت بشكل متزايد في الأسواق العالمية والتقنيات الجديدة التي تسعى لقيادتها مثل تداول الأسهم المرمّزة.

يأتي هذا التقدير تزامنًا مع أداء مالي قوي في البورصة. ارتفع سهم كوينبيس بنسبة 42% منذ بداية عام 2025، مدعومًا بانفراجات تنظيمية وتشريعات جديدة تصب في صالح سوق العملات الرقمية. فكيف وصلت كوينبيس إلى هذه المكانة؟ وما الذي يجعلها اليوم محط أنظار المستثمرين والمؤسسات وصنّاع القرار السياسي حول العالم؟

أداء قوي في الأسواق المالية: صعود بنسبة 42٪ منذ بداية العام

مع بداية عام 2025، كانت كوينبيس تواجه تحديات مثل التقلبات السوقية، والتدقيق التنظيمي، وضعف الثقة العامة في سوق العملات الرقمية بعد موجة الانهيارات التي شهدها القطاع في 2022 و2023. إلا أن الشركة نجحت في قلب الموازين. بينما شهد سهمها صعودًا لافتًا من حوالي 303 دولارات إلى 382 دولارًا، عقب تمرير قانون العملات المستقرة GENIUS في مجلس الشيوخ الأمريكي بتاريخ 17 يونيو.

هذا الصعود لا يُعتبر فقط نجاحًا ماليًا، بل يعكس تغيرًا في المزاج العام للمستثمرين والمؤسسات تجاه مستقبل سوق التشفير. يدفعه رؤية واضحة من كوينبيس فيما يتعلق بالامتثال القانوني والابتكار التقني.

إدراج في مؤشر S&P 500: علامة ثقة مؤسسية

في مايو 2025، حققت كوينبيس إنجازًا مهمًا عندما أصبحت أول شركة عملات رقمية تُدرج ضمن مؤشر S&P 500. وهو واحد من أكثر المؤشرات المالية تأثيرًا في وول ستريت. هذا الإدراج لم يكن مجرد تتويج لمكانتها السوقية. بل شكل رسالة واضحة من السوق المالية التقليدية بأن العملات الرقمية باتت جزءًا من النظام المالي السائد.

الإدراج في هذا المؤشر يمنح كوينبيس دفعة قوية من حيث السيولة المؤسسية. إذ ستصبح جزءًا من المحافظ الاستثمارية للعديد من الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) وصناديق التقاعد.

اقرأ المزيد: منصات تداول العملات الرقمية

توسع أوروبي: ترخيص MiCA ومقر رئيسي في لوكسمبورغ

لم تكتفِ كوينبيس بالنجاحات الأمريكية، بل وسّعت نطاق عملياتها لتشمل السوق الأوروبي. في 20 يونيو، حصلت كوينبيس على ترخيص MiCA من هيئة الرقابة المالية في لوكسمبورغ. يتيح لها هذا الترخيص تقديم خدمات الأصول الرقمية في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.

وفي خطوة استراتيجية، أعلنت الشركة أنها ستُنشئ مقرها الأوروبي الرئيسي في لوكسمبورغ. لتكون بوابتها إلى سوق يضم أكثر من 450 مليون شخص. يُعد هذا التوسع الأوروبي دليلًا على طموح كوينبيس بأن تكون لاعبًا عالميًا متكاملاً وليس مجرد منصة تداول أمريكية.

توجه نحو تداول الأسهم المرمّزة: ابتكار يتحدى روبن هود وويبول

تسعى كوينبيس للحصول على موافقة من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) لتقديم خدمة تداول الأسهم المرمّزة (Tokenized Equities). وهي عبارة عن تمثيل رقمي لأسهم الشركات يمكن تداوله بسهولة على سلاسل البلوكشين.

هذه الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا لمنصات مثل Robinhood وWeBull، إذ توفر بديلاً أكثر شفافية، وسرعة، ورسومًا أقل. كما قد تعيد تشكيل مشهد الاستثمار بالتجزئة، خاصة إذا دعمتها تشريعات واضحة تسمح بتداول هذه الأصول عبر المحافظ الرقمية مباشرة.

دعم سياسي غير مسبوق: ترامب يَعِد بإطار تنظيمي بسيط للعملات الرقمية

شهد مؤتمر “State of Crypto” الذي نظمته كوينبيس في يونيو 2025 لحظة سياسية مهمة. أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في كلمة مسجلة، أن إدارته المقبلة ستعمل على بناء “أطر تنظيمية واضحة وبسيطة” لصالح العملات الرقمية وبيتكوين.

وعد ترامب بأن تهيمن أمريكا على مستقبل البلوكشين، معبرًا عن دعمه الكامل لنهج كوينبيس في التعامل مع الجهات التنظيمية. هذا الدعم السياسي العلني عزّز ثقة السوق وجعل كوينبيس في موقع استراتيجي لصياغة السياسات في السنوات المقبلة.

نتائج مالية مختلطة: نمو في الإيرادات وانخفاض في الأرباح

رغم الصعود الكبير في سعر السهم والتوسع التنظيمي، إلا أن النتائج المالية للربع الأول من 2025 كشفت عن بعض التحديات:

  • الإيرادات: بلغت 2 مليار دولار، بزيادة 24٪ على أساس سنوي، لكنها كانت أقل بنسبة 10٪ عن الربع السابق.
  • إيرادات المعاملات: 1.26 مليار دولار.
  • إيرادات الاشتراكات والخدمات (مثل التخزين، والحفظ المؤسسي): ارتفعت بنسبة 37٪ إلى نحو 700 مليون دولار.
  • صافي الربح: انخفض بنسبة 94٪ ليصل إلى 66 مليون دولار فقط، نتيجة لتقلبات السوق وشطب جزء من الأصول الرقمية.
  • الأرباح المعدلة: 1.94 دولار للسهم، مقابل 2.53 دولار العام الماضي.
  • النفقات التشغيلية: ارتفعت بنسبة 51٪ لتصل إلى 1.3 مليار دولار بسبب الإنفاق الكبير على التسويق والتوسع العالمي.

كوينبيس ومستقبل العملات الرقمية

تتحرك كوينبيس بثقة نحو ترسيخ مكانتها كأكبر منصة لتداول الأصول الرقمية في العالم. لا يقتصر دورها على تقديم خدمات التداول. بل أصبحت فاعلًا سياسيًا وتنظيميًا واقتصاديًا له وزن في القرارات المستقبلية حول العملات الرقمية، داخل الولايات المتحدة وخارجها.

الشركة اليوم ليست مجرد وسيط مالي. بل مركز لصياغة الرؤى الجديدة حول كيفية دمج التمويل التقليدي مع تقنيات البلوكشين والعملات الرقمية.

كوينبيس

تحليل الخبر

تُعد كوينبيس نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه شركات التشفير حين تتبنى الشفافية، الامتثال، والتفكير الاستراتيجي العالمي. دعمها السياسي، توسعها الأوروبي، وخططها المستقبلية تجعل منها لاعبًا رئيسيًا في مستقبل الاقتصاد الرقمي.

ورغم التحديات التشغيلية وتراجع الأرباح، فإن الأفق الاستراتيجي الذي تبنيه الشركة قد يمكّنها من تحقيق نمو كبير في السنوات المقبلة. خاصة مع دخولها في مجالات جديدة مثل الأسهم المرمّزة.

خلاصة الخبر

كوينبيس تستعد لتكون مركزًا عالميًا في عالم التشفير، مدعومة بنجاحات تنظيمية في أمريكا وأوروبا، واعتراف دولي من مجلة TIME. وبينما تتقلب أرباحها الفصلية، فإن استراتيجيتها التوسعية والتحالفات السياسية تضعها في مقدمة الشركات التي ستقود مستقبل التمويل الرقمي.

إذا كانت السنوات الماضية تتعلق ببقاء شركات التشفير، فإن السنوات القادمة تتعلق بقيادتها. وكوينبيس مستعدة تمامًا للعب هذا الدور.

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *