تحليل ميزان التجارة في السعودية في سبتمبر 2024
المحتويات
شهد ميزان التجارة في السعودية في سبتمبر 2024 تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفض إلى 18.7 مليار ريال سعودي مقارنة بـ 43.3 مليار ريال سعودي في نفس الشهر من العام الماضي. هذا التراجع يعود إلى انخفاض الصادرات بشكل عام، وخاصة الصادرات النفطية، رغم أن الصادرات غير النفطية حققت نموًا ملحوظًا. في هذا المقال، سنستعرض أهم المؤشرات الاقتصادية التي أثرت على ميزان التجارة في السعودية خلال هذه الفترة.
تراجع الصادرات النفطية
من أبرز الأسباب التي أدت إلى انخفاض فائض التجارة هو تراجع الصادرات النفطية. فقد انخفضت الصادرات بنسبة 14.9% عن العام الماضي، لتصل إلى 88.6 مليار ريال سعودي، وهو أدنى مستوى لها منذ 40 شهرًا. يعود هذا التراجع بشكل أساسي إلى انخفاض مبيعات المنتجات النفطية بنسبة 24.5%، والتي تمثل 70.7% من إجمالي الصادرات السعودية.
تعتبر مبيعات النفط والمنتجات النفطية حجر الزاوية للاقتصاد السعودي، ومن هنا يأتي تأثير هذا الانخفاض الكبير في الصادرات النفطية على الميزان التجاري بشكل عام.
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار النفط
زيادة الصادرات غير النفطية
رغم تراجع الصادرات النفطية، شهدت الصادرات غير النفطية زيادة ملحوظة بنسبة 22.8%. كان هذا النمو مدفوعًا بشكل رئيسي بزيادة مبيعات البلاستيك والمطاط ومنتجاتهما التي ارتفعت بنسبة 19.5%، إضافة إلى زيادة مبيعات المنتجات الكيميائية بنسبة 4.4%. هذه الزيادة تمثل خطوة إيجابية نحو التنوع الاقتصادي للمملكة، حيث تسعى المملكة إلى تقليل الاعتماد على النفط وتحقيق الاستدامة الاقتصادية عبر تنمية القطاعات غير النفطية.
التوزيع الجغرافي للصادرات
من ناحية أخرى، كان لتوزيع الصادرات بين الدول الكبرى دور كبير في تشكيل ميزان التجارة في السعودية. تصدرت الصين قائمة الشركاء التجاريين للمملكة بنسبة 15.7% من إجمالي الصادرات، تلتها اليابان بنسبة 9.0%، ثم الإمارات بنسبة 8.5%. يشير هذا إلى القوة الاقتصادية لهذه الدول وتفوقها في التعامل التجاري مع المملكة.
ارتفاع الواردات
على الجانب الآخر، شهدت الواردات السعودية زيادة بنسبة 15.0% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حيث بلغت قيمتها 69.9 مليار ريال سعودي. يعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى زيادة مشتريات المملكة من الآلات والمعدات الكهربائية وقطع غيارها التي ارتفعت بنسبة 47.3%، إضافة إلى زيادة واردات معدات النقل وقطع غيارها بنسبة 22.2%.
أكبر مصدر للواردات
فيما يتعلق بأكبر مصادر الواردات، كانت الصين هي المصدر الأكبر بنسبة 25.8% من إجمالي الواردات، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 7.7%، ثم ألمانيا بنسبة 4.9%. هذه الأرقام تبرز العلاقات التجارية الوثيقة بين السعودية والدول الكبرى في مجال الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا.
شاهد أيضاً: معدل التضخم في السعودية يرتفع في أكتوبر 2024
الربع الثالث من 2024: نتائج مختلطة
بالنظر إلى نتائج الربع الثالث من عام 2024، حققت المملكة فائضًا تجاريًا قدره 59 مليار ريال سعودي. إلا أن الصادرات شهدت انخفاضًا بنسبة 7.7%، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 11.4%. يعكس هذا الاتجاه الانكماش النسبي في قطاع الصادرات مع زيادة في الطلب على الواردات من الآلات والمعدات، مما يعكس على الأرجح الحاجة إلى تحديث البنية التحتية والصناعية في المملكة.
الخلاصة
تجسد بيانات ميزان التجارة في السعودية خلال سبتمبر 2024 مزيجًا من التحديات والفرص. رغم تراجع الصادرات النفطية، إلا أن النمو الكبير في الصادرات غير النفطية يشير إلى خطوات إيجابية نحو تنويع الاقتصاد السعودي. كما أن الزيادة في الواردات تُظهر الطلب المتزايد على التكنولوجيا والمعدات الحديثة، وهو ما يعكس تطور الصناعات والبنية التحتية في المملكة.
مشاركة
الموضوعات الساخنة
ما هو زوج الأماني؟
ما هو زوج الأماني؟ فهم المفهوم في تداول الفوركس ما هو زوج الأماني؟ في تداول الفوركس، يتطلب النجاح ليس فقط مهارات فنية ومعرفة بالسوق، ولكن أيضًا تخطيط استراتيجي يشمل اختيار...
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *