فقاعة الذكاء الاصطناعي وتصريحات رئيس جوجل
حذر الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، سوندار بيتشاي، من العواقب المحتملة في حال انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي بشكل مفاجئ. وأكد بيتشاي في مقابلة صحفية أن التقييمات المرتفعة والاستثمارات الضخمة في هذا القطاع تثير قلقًا متزايدًا. كما أشار بوضوح إلى أن الشركات التقنية لن تخرج سالمة إذا انهار هذا السوق المزدهر.
لذلك، يجب على المستثمرين والمحللين مراقبة الوضع الراهن بحذر شديد.
مخاوف انهيار استثمارات التكنولوجيا الحالية
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC يوم الثلاثاء مقابلة حصرية أجرتها مع بيتشاي. ووصف بيتشاي موجة الاستثمار الحالية في الذكاء الاصطناعي بأنها لحظة استثنائية في تاريخ التكنولوجيا. ومع ذلك، فقد اعترف بوجود عناصر من اللاعقلانية تسيطر على السوق حاليًا. وتُعيد هذه الحالة إلى الأذهان تحذيرات سابقة بشأن الاندفاع غير العقلاني الذي حدث خلال حقبة الدوت كوم.
من ناحية أخرى، يدور جدل واسع بين المحللين الماليين حول استدامة هذه التقييمات المرتفعة. وعندما سُئل بيتشاي عن كيفية تعامل جوجل مع احتمال انهيار استثمارات التكنولوجيا، أبدى تفاؤلاً حذرًا. فقد ذكر أنه يعتقد بقدرة الشركة على تجاوز العاصفة المحتملة بنجاح. لكنه أضاف مستدركًا: “أعتقد أنه لا توجد شركة ستكون محصنة، بما في ذلك نحن”.
ارتفاع تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي
شهدت أسهم شركة “ألفابت” (الشركة الأم لجوجل) ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 46% تقريبًا خلال هذا العام. ويراهن المستثمرون بقوة على قدرة الشركة على منافسة شركة “OpenAI” المطورة لبرنامج “ChatGPT”. وفي الولايات المتحدة، بدأت المخاوف بشأن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي المرتفعة تضغط على الأسواق الأوسع نطاقًا.
علاوة على ذلك، أشار صناع السياسات في بريطانيا أيضًا إلى مخاطر حدوث فقاعة في هذا القطاع. وتأتي هذه التحذيرات وسط تحركات استثمارية ضخمة تقوم بها الشركات الكبرى. ففي سبتمبر الماضي، تعهدت شركة “ألفابت” بتقديم 5 مليارات جنيه إسترليني على مدى عامين للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة. وتشمل هذه الاستثمارات إنشاء مركز بيانات جديد ودعم مختبر “DeepMind” التابع لها ومقره لندن.
خطط جوجل وتحديات مخاطر السوق التقني
كشف بيتشاي خلال المقابلة التي جرت في مقر جوجل بكاليفورنيا عن خطط جديدة للشركة في بريطانيا. وأعلن أن جوجل ستبدأ في تدريب نماذجها داخل الأراضي البريطانية قريبًا. وتدعم هذه الخطوة طموح رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لتعزيز مكانة بلاده عالميًا. حيث يأمل ستارمر أن تصبح بريطانيا ثالث “قوة عظمى” في مجال الذكاء الاصطناعي بعد الولايات المتحدة والصين.
بالإضافة إلى ذلك، تطرق بيتشاي إلى التحديات البيئية المرتبطة بتوسع مخاطر السوق التقني واستهلاك الموارد. فقد حذر من احتياجات الطاقة “الهائلة” التي يتطلبها تشغيل وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. ونتيجة لذلك، أوضح أن أهداف شركة “ألفابت” للوصول إلى الحياد الصفرِي للانبعاثات ستتأخر. ويأتي هذا التأخير الملحوظ بسبب قيام الشركة بزيادة قدراتها الحاسوبية بشكل كبير لتلبية الطلب المتزايد.
ملخص حول فقاعة الذكاء الاصطناعي
في الختام، تظل التحذيرات من فقاعة الذكاء الاصطناعي قائمة رغم النمو الكبير في القطاع. وتؤكد تصريحات بيتشاي أن حتى الشركات العملاقة مثل جوجل تدرك حجم المخاطر المحتملة. وبالتالي، فإن التوازن بين الطموح التقني والواقع الاقتصادي وموارد الطاقة يمثل تحديًا حاسمًا للمرحلة المقبلة.
مشاركة
الموضوعات الساخنة
الاقتصاد العالمي بعد إغلاق حكومي أمريكي مطول، الأسبوع 47، 2025
يتحرك الاقتصاد العالمي نحو بيئة “هبوط ناعم”، تتسم بمعنويات حذرة وزخم متباين. تظل الولايات المتحدة عامل الاستقرار الرئيسي، مع نمو قوي ولكن بظروف مالية أكثر تشددًا حيث يقاوم بنك الاحتياطي...
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *