شهدت أسواق المعادن الثمينة شهرًا مضطربًا في نوفمبر 2024، حيث سجل الذهب انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 3% تقريبًا، وهو أسوأ أداء شهري له منذ سبتمبر 2023. لم يكن الذهب وحده الذي عانى من هذا التراجع؛ فقد تأثرت أيضًا معادن أخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم، حيث أظهرت جميعها اتجاهات هبوطية خلال الشهر.

أداء الذهب وعوامل التأثير

انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مع تصاعد قوة الدولار الأمريكي في بداية الشهر، إلا أن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% اليوم ساعد الذهب على تسجيل تعافٍ طفيف. ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.8% لتصل إلى 2,661.14 دولار للأوقية، كما صعدت العقود الآجلة إلى 2,660.80 دولار. هذا الارتفاع الطفيف يعكس زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

أداء المعادن الأخرى

تأثرت المعادن الأخرى أيضًا بتقلبات السوق، لكنها سجلت مكاسب محدودة اليوم. ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 1.3% لتصل إلى 30.66 دولار، والبلاتين بنسبة 1% ليصل إلى 940.34 دولار، والبلاديوم بنسبة 1.5% ليصل إلى 990.25 دولار. وعلى الرغم من هذه المكاسب اليومية، فإن الاتجاه الشهري لهذه المعادن لا يزال سلبيًا، مع استمرار الضغوط على الأسواق.

الأسباب الرئيسية للتراجع

تعود أسباب هذا التراجع إلى مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية. قوة الدولار الأمريكي في معظم أيام الشهر قللت من جاذبية المعادن الثمينة كاستثمار بديل. كما أن عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية زادت من عدم اليقين في الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم.

نظرة مستقبلية

على الرغم من المكاسب الطفيفة التي حققتها المعادن اليوم، فإنها لا تزال في طريقها لإنهاء الشهر على تراجع. مع اقتراب نهاية العام، ستبقى الأنظار مركزة على تطورات السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي، وتحركات الدولار، وأي مستجدات سياسية قد تؤثر على ثقة المستثمرين.

في حين أن الذهب والمعادن الثمينة تعاني حاليًا، فإنها تظل أدوات استثمارية جذابة في أوقات عدم اليقين. لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد الأسواق استقرارًا في الشهر المقبل أم أن التقلبات ستستمر في التأثير على أداء هذه الأصول؟