في أكتوبر 2024، سجلت أسعار المنتجين في ألمانيا انخفاضًا بنسبة 1.1% على أساس سنوي، وذلك بعد تراجع بنسبة 1.4% في سبتمبر من نفس العام. هذه الأرقام تتماشى مع التوقعات السوقية، مما يشير إلى استمرار الاتجاه التراجعي في الأسعار على مدار 16 شهرًا متتاليًا. لكن ما هي الأسباب الرئيسية لهذا التراجع؟ وكيف يتفاعل الاقتصاد الألماني مع هذا الانخفاض؟

الانخفاض الحاد في أسعار الطاقة

تعتبر أسعار الطاقة العامل الأبرز في التراجع الكبير لأسعار المنتجين. فقد انخفضت أسعار الطاقة بنسبة 5.6%، وسجلت المنتجات النفطية مثل زيت التدفئة الخفيف انخفاضًا كبيرًا وصل إلى 22.7%. كما تأثرت أسعار الوقود والغاز الطبيعي أيضًا بتراجعات ملحوظة، حيث انخفضت أسعار الوقود بنسبة 12.1% والغاز الطبيعي بنسبة 10.1%. هذا الانخفاض الحاد في أسعار الطاقة يؤثر بشكل كبير على أسعار المنتجات بشكل عام، بما في ذلك الصناعات التي تعتمد بشكل كبير على هذه الموارد.

استثناء الطاقة: زيادات في بعض القطاعات

رغم تراجع أسعار الطاقة، شهدت بعض القطاعات زيادات في الأسعار. على سبيل المثال، ارتفعت أسعار السلع الرأسمالية بنسبة 2.0%، مدفوعة بزيادة تكاليف الآلات والمركبات. كما شهدت السلع الاستهلاكية زيادة بنسبة 1.9%، بينما سجلت السلع المعمرة زيادة بنسبة 0.9%، والسلع الوسيطة بنسبة 0.4%. هذه الزيادات تشير إلى تحسن في بعض القطاعات الأخرى التي لا تعتمد بشكل كبير على أسعار الطاقة.

التوقعات المستقبلية: هل ستستمر هذه الاتجاهات؟

بالنسبة للأشهر القادمة، من المتوقع أن تظل أسعار المنتجين في ألمانيا تحت تأثير الانخفاضات المستمرة في أسعار الطاقة. ومع ذلك، قد تستمر بعض القطاعات في إظهار تحسن بفضل زيادة الطلب على السلع الرأسمالية والاستهلاكية. يتعين على الاقتصاد الألماني التعامل مع تحديات الانكماش في أسعار المنتجين، لكن في نفس الوقت، هناك إشارات عن زيادة الطلب في بعض المجالات التي قد تحافظ على استقرار الاقتصاد المحلي.