تراجع أسعار الذهب بعد بلوغ قمة تاريخية

نظرة على أداء الذهب في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بنسبة 2% بعد ظهر يوم الجمعة، حيث استقر سعر الأونصة عند حوالي 4,240 دولارًا. يأتي هذا الانخفاض عقب تسجيل المعدن الأصفر أعلى مستوى تاريخي له في وقت سابق من الجلسة عند 4,379.60 دولارًا. بالتالي، يعكس هذا التحرك تباينًا في معنويات المستثمرين خلال يوم حافل بالأحداث.

وفقًا لبيانات تداول العقود مقابل الفروقات (CFD)، بلغ سعر الذهب 4,259.90 دولارًا للأونصة في 17 أكتوبر 2025، مسجلًا بذلك انخفاضًا بنسبة 1.58% عن اليوم السابق.

أسباب هبوط أسعار المعدن الأصفر

يُعزى تراجع أسعار الذهب بشكل أساسي إلى تخفيف مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وقد جاء هذا التطور في أعقاب تصريحات للرئيس دونالد ترامب، التي وصف فيها مقترح فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية بأنه “غير مستدام”، مما أشار إلى احتمالية حدوث انفراجة قبل اجتماعه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

على الرغم من ذلك، ألقى ترامب باللوم على بكين في المأزق الأخير، مشيرًا إلى فرضها ضوابط أكثر صرامة على صادرات المعادن النادرة.

محفزات الارتفاعات الأخيرة في سعر أونصة الذهب

على مدار العام الحالي، شهد سعر أونصة الذهب ارتفاعًا تجاوز 60%، مدفوعًا بمجموعة من العوامل الرئيسية. في مقدمة هذه العوامل، كانت توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، حيث قامت الأسواق بتسعير خفض بمقدار 25 نقطة أساس من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، مع ترجيح خفض آخر في ديسمبر.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم الإغلاق الحكومي المستمر والتوترات الجيوسياسية في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن. كما تلقى المعدن دعمًا إضافيًا من مشتريات البنوك المركزية وزيادة التدفقات إلى الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs).

بيانات رئيسية وأرقام تاريخية

بالنظر إلى الأداء الأوسع، يُظهر سعر الذهب نموًا كبيرًا على المدى الطويل. فعلى مدار الشهر الماضي، ارتفع سعر الذهب بنسبة 16.90%، في حين سجل زيادة ملحوظة بنسبة 56.54% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. تاريخيًا، وصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4379.60 دولارًا في أكتوبر من عام 2025.

معلومات أساسية عن تداول الذهب واستهلاكه

يتم تداول الذهب بشكل أساسي في سوق لندن خارج البورصة (OTC)، وسوق العقود الآجلة الأمريكية (COMEX)، وبورصة شنغهاي للذهب (SGE)، حيث يبلغ حجم عقد المستقبل القياسي 100 أوقية ترويسية. وعلاوة على ذلك، يمثل الذهب استثمارًا جذابًا خلال فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

من ناحية أخرى، يتوزع استهلاك الذهب العالمي بواقع 50% للمجوهرات، و40% للاستثمارات، و10% للاستخدامات الصناعية. وتتصدر الصين وأستراليا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وروسيا وبيرو وإندونيسيا قائمة أكبر منتجي الذهب. أما أكبر مستهلكي المجوهرات الذهبية فهم الهند والصين والولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية وروسيا والإمارات العربية المتحدة.

خلاصة أداء أسعار الذهب اليوم

في الختام، يوضح تراجع أسعار الذهب اليوم حساسية السوق الشديدة للتطورات الجيوسياسية، لا سيما التوترات التجارية. ورغم التراجع الأخير، يظل أداء الذهب قويًا على المدى الطويل، مدعومًا بطلب قوي على الملاذات الآمنة وتوقعات السياسة النقدية.

ويجب التنويه بأن أسعار الذهب المعروضة تستند إلى أدوات مالية خارج البورصة وعقود الفروقات، وتهدف إلى تقديم مرجعية فقط وليس كأساس لاتخاذ قرارات التداول.

المصدر