القائمة
الصفحة الرئيسية / أخبار / قطاع التكنولوجيا في الصين في مواجهة اعصار التعريفات
بعد خسارة 350 مليار دولار.. قطاع التكنولوجيا الصيني في مرمى الرسوم

قطاع التكنولوجيا في الصين في مواجهة اعصار التعريفات

بعد خسارة 350 مليار دولار.. قطاع التكنولوجيا في الصين يتأثر بالرسوم

التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا الصينية في ظل التوترات التجارية العالمية

مع تعافي أسهم التكنولوجيا الصينية جزئياً من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الفترة الأخيرة.

كما يترقب العديد من المستثمرين والمحللين تأثيرات الرسوم الجمركية القاسية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في هذا السياق، أصبح قطاع التكنولوجيا في الصين يواجه تحديات متعددة تتراوح بين الصعوبات الاقتصادية إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.

التقلبات في السوق

منذ أعلى مستوى له في مارس، فقد مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا أكثر من 350 مليار دولار من قيمته السوقية.

رغم تحقيقه مكاسب بنحو 9% خلال الجلسات الثلاث الماضية، إلا أن قطاع التكنولوجيا الصيني لا يزال يواجه تقلبات مستمرة.

يعتبر التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين من العوامل الإيجابية التي قد تعزز الاقتصاد، إلا أن التوترات الجيوسياسية الحالية تلقي بظلالها على الأسواق، مما يزيد من المخاوف بشأن الاستقرار المستقبلي لهذا القطاع.

اقرأ أيضاً: التضخم في الصين يعود للانخفاض مجددًا بسبب استمرار ضغوط حرب التجارة على الأسعار

المخاوف من القيود الأمريكية

إجراءات الولايات المتحدة ضد الصين، مثل فرض قيود على الاستثمارات أو فرض عقوبات إضافية، تشكل تهديدًا كبيرًا، حسبما أفاد بوش تشو، مدير الاستثمار في شركة “أبردين إنفستمنت”.

تشير الأحاديث غير المؤكدة حول احتمال شطب إجباري لأسهم الشركات الصينية من البورصات الأمريكية إلى مخاوف متزايدة بين المستثمرين، الذين يرون أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى “موجة بيع حادة” لأسهم شركات التكنولوجيا الصينية.

في الوقت نفسه، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة حادة في الرسوم الجمركية تصل إلى 145% على المنتجات الصينية، ما يعزز المخاوف من تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد الصيني بشكل عام وعلى قطاع التكنولوجيا بشكل خاص.

مع تزايد التوترات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، أصبح هناك قلق من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى عملية فصل اقتصادي بين البلدين، مما ينعكس سلبًا على الأسواق الصينية.

تأثير الرسوم الجمركية على التجارة الإلكترونية

من بين الشركات التي تعرضت لأكبر قدر من الضرر بسبب الرسوم الجمركية، تأتي شركات التجارة الإلكترونية الصينية.

تأثرت شهادات الإيداع الأمريكية لشركة “بي دي دي هولدينغز” المالكة لشركة “تيمو” (Temu) بنسبة 25% منذ بداية أبريل، كما تراجعت شهادات “علي بابا” بنسبة 21%.

رغم أن التأثير المباشر للرسوم الجمركية قد يكون ضئيلاً في بعض القطاعات الأخرى، إلا أن تجارة التجزئة الإلكترونية هي من أكثر القطاعات المتضررة.

شطب الشركات الصينية من البورصات الأمريكية

أصدر ترامب في فبراير مذكرة سياسية قد تثير الشكوك حول آلية إدراج الشركات الصينية في البورصات الأمريكية، مما أعاد إلى الأذهان تجربة الشطب الجماعي الذي حدث في عامي 2021 و2022.

يشير المحللون إلى أن شبح الشطب من البورصات الأمريكية قد يضغط على أسواق الصين بشكل أكبر.

في السياق ذاته، يرى جاريت سيبرغ، المحلل لدى “تي دي كوين”، أن الشطب من البورصات الأمريكية يعتبر خيارًا رئيسيًا ضمن الإجراءات الانتقامية الأمريكية.

اقرأ المزيد: رد بكين الاقتصادي على واشنطن: الصين تسمح لليوان بالانخفاض لتعزيز الصادرات

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الشركات الصينية

لقد شهدت الشركات الصينية الكبرى مثل “تينسنت” و”علي بابا” ضغوطًا كبيرة نتيجة للتوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة.

في الواقع، أدرجت وزارة الدفاع الأمريكية “تينسنت” وعددًا من الشركات الأخرى في قائمة السوداء، مما أثار قلق المستثمرين حول تأثير هذا التصعيد على الشركات الصينية.

تكشف سوق الخيارات أن المستثمرين يشعرون بقلق شديد، حيث ارتفعت تكلفة التحوط ضد انخفاض أسهم الشركات الصينية، خاصة أسهم “تينسنت” و”علي بابا”.

مستقبل قطاع التكنولوجيا الصيني

على الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها قطاع التكنولوجيا في الصين، إلا أن هذا القطاع لا يزال يتمتع بجاذبية بالنسبة للمستثمرين.

يتم تداول مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا عند 15 ضعفًا للأرباح المتوقعة، وهو أقل من المتوسط الذي بلغ 19 ضعفًا في السنوات الثلاث الماضية.

كما أن القطاع يعتمد بشكل كبير على الطلب المحلي، مما يجعله مرشحًا للاستفادة من جهود الحكومة الصينية لدعم الاقتصاد.

أشار تشو من “أبردين إنفستمنت” إلى أن شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى لا تزال تحتفظ بجاذبيتها النسبية، لكنه أضاف أنه من المحتمل أن يتريث المستثمرون في الوقت الحالي بسبب حالة الغموض السائدة.

ومن المرجح أن يعودوا للاستثمار في القطاع بمجرد أن تتضح الرؤية بشأن الرسوم الجمركية والوضع الاقتصادي العالمي.

الخلاصة

يواجه قطاع التكنولوجيا الصيني تحديات جسيمة نتيجة للتوترات الجيوسياسية، وتداعيات الرسوم الجمركية، والمخاوف من فرض قيود إضافية على الشركات الصينية.

رغم ذلك، لا يزال القطاع يتمتع بجاذبية من حيث التقييمات، ويعتمد بشكل كبير على الطلب المحلي الذي يمكن أن يساعده في مواجهة هذه التحديات.

في النهاية، يبقى المستقبل غامضًا، حيث سيحدد تطور الوضع السياسي والاقتصادي مسار هذا القطاع في السنوات المقبلة.

المصدر

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *