قراءة مؤشر مديري المشتريات لشهر نوفمبر 2024

انتعاش القطاع الخاص غير النفطي في المملكة العربية السعودية يشهد نموًا قويًا خلال نوفمبر 2024، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات (PMI) الصادر عن بنك الرياض إلى 59.0، مقارنة بـ56.9 في أكتوبر، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2023. يعكس هذا الأداء الإيجابي استمرار الزخم التصاعدي للاقتصاد السعودي للشهر الرابع على التوالي.

زيادة الطلبات الجديدة وانتعاش المبيعات الخارجية

ساهم ارتفاع الطلبات الجديدة بوتيرة أسرع في تعزيز أداء القطاع، مدعومًا بانتعاش القطاع الخاص بقوة في المبيعات الخارجية بعد التراجع الذي شهده شهر أكتوبر. هذا التحسن يعكس ثقة الأسواق الخارجية في المنتجات والخدمات السعودية، ما يدعم النمو المستدام للقطاع.

نمو قياسي في التوظيف وتخفيف الضغط على الأعمال غير المنجزة

سجل القطاع نموًا ملحوظًا في معدلات التوظيف، حيث حقق ثاني أسرع معدل نمو في أكثر من عقد، متجاوزًا بقليل الأداء القوي في أكتوبر 2023. ساعد هذا التوسع في تخفيف الضغط على الأعمال غير المكتملة، ما يعكس إدارة فعالة للموارد البشرية داخل القطاع.

اقرأ أيضاً: تحليل ميزان التجارة في السعودية في سبتمبر 2024

ارتفاع مستويات الشراء والمخزون

شهدت مستويات الشراء أعلى معدل نمو منذ مارس 2024، مع سعي الشركات لزيادة مخزونها استعدادًا لموجة متوقعة من ارتفاع المبيعات. هذا التوجه يظهر التخطيط الاستراتيجي للشركات لمواكبة الطلب المتزايد في المستقبل.

تحديات الموردين وارتفاع التكاليف

على الرغم من الأداء الإيجابي، واجه القطاع تباطؤًا في أداء الموردين، حيث سجل أضعف مستوى له منذ 15 شهرًا. كما ارتفعت تكاليف المدخلات نتيجة زيادة الأجور وتأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار المواد وتكاليف النقل.

شاهد أيضاً: السعودية تشهد انتعاشًا مذهلاً في مؤشر مديري المشتريات للقطاعات الغير نفطية !

زيادة في الأسعار وثقة متجددة في المستقبل

للمرة الثانية على التوالي، ارتفعت الأسعار التي تفرضها الشركات، حيث سجلت أعلى معدل زيادة منذ يناير 2024. ورغم هذه التحديات، ظل التفاؤل في السوق قويًا، مدفوعًا بتوقعات إيجابية لنمو الطلب في الأشهر القادمة.

خلاصة

تعكس بيانات نوفمبر 2024 استمرار النمو القوي وانتعاش القطاع الخاص غير النفطي في السعودية، مع تحقيق توازن بين التحديات التشغيلية والفرص الاستثمارية. هذا الأداء يعزز رؤية المملكة نحو تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط، ويدعم خططها التنموية الطموحة.