سجّل الاقتصاد الصيني نموًا سنويًا بنسبة 5.4% خلال الربع الأول من عام 2025، محافظًا على نفس الوتيرة التي شهدها في الربع الأخير من عام 2024، ومتجاوزًا توقعات السوق التي أشارت إلى نمو يبلغ 5.1% فقط. ويُعد هذا النمو الأقوى منذ عام ونصف، في ظل استمرار الحكومة الصينية في تطبيق حزم تحفيزية لدعم الاقتصاد.

أداء قوي في مارس يعزز الناتج المحلي الإجمالي

كان لشهر مارس دورٌ بارز في دعم نتائج الناتج المحلي الإجمالي، إذ:

• ارتفع الإنتاج الصناعي بأسرع وتيرة منذ يونيو 2021
• سجلت مبيعات التجزئة أكبر قفزة لها خلال أكثر من عام
• انخفض معدل البطالة (حسب المسح) من أعلى مستوى له في عامين

كما فاق الاستثمار في الأصول الثابتة التوقعات، ما يعكس استمرار الإنفاق على البنية التحتية والمشروعات الكبرى.

صادرات قوية وتراجع في الاستيراد

على صعيد التجارة الخارجية، شهدت الصادرات أقوى نمو لها منذ أكتوبر، إذ سارعت الشركات في تسريع شحناتها تحسبًا لتطبيق تعريفات جمركية جديدة. في المقابل، انخفض حجم الاستيراد، مما أدى إلى تقليص الفجوة التجارية.

الابتكار كمحرك للنمو الاقتصادي

وصف مكتب الإحصاء الصيني الأداء الاقتصادي بأنه “بداية جيدة ومستقرة للعام”، مشددًا على الدور المتنامي الذي يلعبه الابتكار والتكنولوجيا في تعزيز النمو وتوسيع القاعدة الإنتاجية.

اقرأ المزيد: الصين ودورها في الأسواق العالمية في العقد القادم

مخاوف متزايدة من تصاعد التوترات التجارية

رغم الأداء القوي، تلوح في الأفق تحديات كبيرة. فقد تسببت التوترات التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة في زيادة حالة عدم اليقين، ما يشكّل تهديدًا على استمرار الزخم الاقتصادي. وهذا من شأنه أن يدفع بكين إلى النظر في إجراءات تحفيزية إضافية لدعم الاقتصاد وحمايته من التأثيرات الخارجية المحتملة.

الخلاصة

الربع الأول من عام 2025 يمثل انطلاقة قوية للاقتصاد الصيني، مدعومًا بنمو واسع في مختلف القطاعات، إلا أن الضغوط الجيوسياسية قد تشكل اختبارًا حقيقيًا لصناع القرار خلال الفترة القادمة.

تحليل الخبر

الاقتصاد الصيني يواصل إظهار مرونة ملحوظة في بداية 2025، مدعومًا بحوافز حكومية ونشاط صناعي وتجاري قوي، خصوصًا في مارس. إلا أن هذا الأداء الإيجابي لا يخلو من المخاطر، أبرزها تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، والتي قد تؤثر على الصادرات وتقلل من ثقة المستثمرين.

خلاصة الخبر

النمو القوي في الربع الأول يعكس بداية واعدة لعام 2025 بالنسبة للصين، لكن استمرار الزخم الاقتصادي سيتطلب إدارة ذكية للتحديات العالمية، خاصة في ملف التجارة.

المصدر