في مفاجأة اقتصادية جديدة، ارتفعت أسعار المنتجين في ألمانيا بنسبة 0.1% على أساس سنوي في نوفمبر 2024، لتسجل أول زيادة منذ يونيو 2023، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى انخفاض بنسبة 0.3%. هذا الارتفاع يأتي بعد تراجع بنسبة 1.1% في أكتوبر الماضي، ما يعكس تحسنًا تدريجيًا في تكاليف الإنتاج رغم الضغوط المستمرة.

السلع الرأسمالية تقود النمو

ساهمت السلع الرأسمالية بشكل رئيسي في هذا الارتفاع، حيث زادت أسعارها بنسبة 1.9%، مدفوعة بارتفاع تكاليف الآلات بنسبة 2.0%، بالإضافة إلى المركبات وقطع الغيار بنسبة 1.4%.

اقرأ أيضاً: مناخ المستهلك في ألمانيا 2024

ارتفاع في السلع الاستهلاكية والوسيطة

لم تقتصر الزيادة على السلع الرأسمالية فقط؛ إذ ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 0.9%، بينما شهدت السلع الاستهلاكية غير المعمرة نموًا بنسبة 2.4%. كما ارتفعت أسعار السلع الوسيطة بنسبة 0.4%، مما يشير إلى تعافٍ ملحوظ في قطاعات إنتاجية واسعة.

أسعار الطاقة تتراجع بوتيرة أقل

في المقابل، تراجعت أسعار الطاقة بنسبة 2.4%، لكن بوتيرة أقل حدة من الشهر السابق الذي سجل انخفاضًا قدره 5.6%. ورغم هذا الانخفاض، ما زالت تكاليف المنتجات النفطية (-8.6%)، وزيت التدفئة الخفيف (-13.2%)، والوقود (-8.4%)، والغاز الطبيعي (-7.5%)، والكهرباء (-3.1%) تشهد ضغوطًا هبوطية. ومع ذلك، إذا استُثنيت الطاقة، فإن أسعار المنتجين في ألمانيا قد ارتفعت بنسبة 1.3%.

نمو شهري هو الأعلى منذ أبريل 2023

وعلى أساس شهري، ارتفعت أسعار المنتجين في ألمانيا بنسبة 0.5%، وهو أعلى معدل نمو شهري منذ أبريل 2023، متجاوزة التوقعات البالغة 0.3%، مقارنة بزيادة طفيفة قدرها 0.2% في أكتوبر الماضي.

شاهد أيضاً: كيف تأثر التضخم في ألمانيا؟ 

دلالات اقتصادية

يشير هذا الارتفاع في أسعار المنتجين في ألمانيا غير المتوقع إلى انتعاش تدريجي في الاقتصاد الألماني، خاصة مع تحسن تكلفة السلع الإنتاجية والاستهلاكية. لكن التحديات لا تزال قائمة في قطاع الطاقة، ما يجعل الشركات والمستهلكين في حالة ترقب مستمر.

هل يستمر هذا الزخم التصاعدي في الأشهر المقبلة؟ يبقى هذا السؤال مطروحًا وسط تطورات السوق العالمية وتحركات أسعار الطاقة.

المصدر: Trading Economics