القائمة
الصفحة الرئيسية / مقالات / رحلة صعود ستانلي دركن ميلر: الرجل الذي هزم بنك إنجلترا
Stanley Druckenmiller

رحلة صعود ستانلي دركن ميلر: الرجل الذي هزم بنك إنجلترا

الوقت المقدر للقراءة: 5 دقائق

الفصل الأول: عبقري هادئ يدخل وول ستريت

وُلد ستانلي دركن ميلر عام 1953 في مدينة بيتسبرغ الأميركية، في أسرة متواضعة لم تنعم بالثراء. درس اللغة الإنجليزية والاقتصاد في كلية بودوين، قبل أن يبدأ مسيرته المهنية في القطاع المالي كمحلل لقطاع النفط في بنك بيتسبرغ الوطني.


سرعان ما لفتت انضباطه وذكاؤه أنظار المحيطين به، مما مهد الطريق لتطور سريع في مسيرته. وبحلول عام 1981، أسس شركته الخاصة Duquesne Capital Management، حيث اشتهر بجرأته في اتخاذ القرارات واعتماده على التحليل الدقيق للبيانات. لكن المنعطف الأكبر في حياته جاء عام 1988، حين انضم إلى صندوق كوانتم الذي يديره جورج سوروس، بصفته مدير المحفظة الرئيسي.

الفصل الثاني: الصفقة التي صنعت التاريخ

في عام 1992، وبينما كان يعمل إلى جانب سوروس، اقترح دركن ميلر بيع الجنيه الإسترليني على المكشوف، مؤكدًا أن العملة لن تستطيع البقاء في آلية سعر الصرف الأوروبية (ERM). وافق سوروس على الخطة، وتمت المراهنة بكل قوة.
وفي يوم الأربعاء الأسود، حين انسحبت بريطانيا من الآلية، حقق صندوق كوانتم أرباحًا تجاوزت مليار دولار. ورغم أن الإعلام منح سوروس الأضواء، فإن العقول المالية أدركت أن دركن ميلر كان صاحب الرؤية وراء الصفقة. هذه الخطوة عززت مكانته كأحد ألمع العقول في الاستثمار الكلي.

اقرأ عن: نجيب ساويرس مستثمر الذهب

الفصل الثالث: انتكاسات وخطوات محفوفة بالمخاطر

على الرغم من سمعته الأسطورية، لم يكن دركن ميلر محصنًا ضد الخسائر. ففي عام 2000، ومع ذروة فقاعة الإنترنت، استثمر في أسهم التكنولوجيا قبل وقت قصير من انهيار السوق.
تُعرف هذه الفقاعة بأنها فترة أواخر التسعينيات التي شهدت اندفاعًا هائلًا نحو شركات الإنترنت، ما أدى إلى ارتفاع غير واقعي في أسعار أسهمها. وعندما انفجرت الفقاعة أوائل الألفية، انهارت العديد من الشركات وخسر المستثمرون مليارات الدولارات.
اعترف دركن ميلر لاحقًا بأنه تخلى عن منهجه الصارم، وسمح للعاطفة باتخاذ القرار. وكانت الخسائر كبيرة، واصفًا تأثيرها النفسي بـ”المدمر”. بعد ذلك بفترة قصيرة، ترك إدارة صندوق كوانتم.

الفصل الرابع: خروج أنيق من لعبة صناديق التحوط

عاد دركن ميلر إلى إدارة Duquesne Capital محققًا عوائد قوية وثابتة لسنوات، مع سجل شبه خالٍ من الخسائر السنوية. وفي عام 2010، فاجأ الجميع بإغلاق شركته طوعًا، مبررًا القرار بالإرهاق النفسي الناتج عن إدارة أموال العملاء.
في ذلك الوقت، كانت الشركة قد حققت عوائد سنوية تفوق 30% على مدار ثلاثة عقود. بعد الإغلاق، انتقل إلى إدارة ثروته الخاصة عبر مكتب عائلي، محتفظًا بحريته واستقلاله.

اقرأ المزيد: استراتيجية الاستثمار لوارن بافيت: أسرار النجاح طويل الأمد في الأسواق المالية

الفصل الخامس: تأثيره الحالي واستراتيجيته الاستثمارية

يدير دركن ميلر اليوم مليارات الدولارات بشكل خاص، لكنه ما زال شخصية مؤثرة في الأوساط الاقتصادية، خصوصًا في التحليل الكلي وانتقاد سياسات الاحتياطي الفيدرالي.
تتميز استراتيجيته الاستثمارية بثلاثة عناصر رئيسية:

  • المراهنات الكبرى على الاتجاهات الاقتصادية العالمية.
  • المرونة العالية وإدارة المخاطر بذكاء.
  • المزج بين القناعة الأساسية والتوقيت الفني المناسب.

مؤخرًا، أبدى تفاؤلًا بقطاعات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والابتكار الأميركي، في حين أبدى حذرًا تجاه الدين العام والتضخم في الولايات المتحدة.

الفصل السادس: دروس من مسيرة ستانلي دركن ميلر

  • ضع رهانات كبيرة عندما تملك القناعة الكاملة: مثلما فعل في صفقة الجنيه عام 1992.
  • لا تتبع القطيع: فقد علمته تجربة عام 2000 أهمية الانضباط العاطفي.
  • اعرف متى تنسحب: إغلاق شركته كان قرارًا استراتيجيًا لا هزيمة.
  • البساطة تتفوق على التعقيد: إذ يفضل التركيز على رهانات قليلة لكن مدروسة بعمق.

اقرأ المزيد: رحلة صعود كاثي وود

الفصل الأخير: من كاسر الجنيه إلى فيلسوف الأسواق

قصة ستانلي دركن ميلر ليست حكاية حظ، بل ملحمة من الوضوح والانضباط ومعرفة اللحظة المناسبة للانقضاض. كتب اسمه في التاريخ بصفقة غير مسبوقة، وتجاوز انتكاسات مؤلمة، وخرج من عالم صناديق التحوط في أوج مجده.
اليوم، لا يُعرف فقط كمستثمر أسطوري، بل كفيلسوف في فهم المخاطر، ومرشد للنخبة، ونموذج يُحتذى به لكل من يسعى للجمع بين الأداء العالي وراحة البال.

اقرأ المزيد: رحلة صعود إيلون ماسك

 الخلاصة:

  • نفذ الصفقة التي هزت بنك إنجلترا.
  • واجه انتكاسة حادة في فقاعة الإنترنت.
  • تعافى وخرج من السوق بقرار مدروس.
  • أثبت أن النجاح في الاستثمار لا يقاس فقط بالمال، بل بالعقلية.

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *

مشاركة
الرؤية الاقتصادية العالمية – الأسبوع 33 من عام 2025
الرؤية الاقتصادية العالمية – الأسبوع 33 من عام 2025

الرؤية الاقتصادية العالمية : التضخم الأمريكي واجتماع البنك المركزي الأسترالي الرؤية الاقتصادية العالمية – الأسبوع 33 من عام 2025 تتحدث عن الرؤية الاقتصادية الشاملة وتأثيرها على الأسواق العالمية. أولاً في...

اقرأ المزيد