
نجيب ساويرس: مستثمر الذهب
الوقت المقدر للقراءة: 7 دقائق
جدول المحتويات
- النشأة والتكوين: من صعيد مصر إلى أوروبا
- التعليم التقني والقيادة الإدارية
- بداية الرحلة: تأسيس أوراسكوم تليكوم
- اختراق السوق المصري عبر “موبينيل”
- التوسّع الإعلامي: حين يصبح الصوت قوة
- دعم التعددية الإعلامية وحرية التعبير
- التوجه السياسي: تأسيس حزب المصريين الأحرار
- الدور الاجتماعي والإنساني
- استثمارات دولية: من الذهب إلى التكنولوجيا
- الرهان على التكنولوجيا والأسواق الناشئة
- الثروة والحضور الإعلامي الشخصي
- شخصية عامة بروح مرنة وإنسانية
- خاتمة: رجل أعمال بحجم مشروع نهضة
مقدمة عن شخصية متعددة الأبعاد
عندما يذكر اسم نجيب ساويرس، تتبادر إلى الأذهان صورة رجل أعمال جريء. يمتلك رؤية ثاقبة وقدرة نادرة على اقتناص الفرص وتحويلها إلى نجاحات ملموسة. لم يكتفِ ساويرس بالوراثة أو الاستفادة من اسم العائلة التجارية العريق. بل اختار أن يصنع مسيرته الخاصة، واضعًا بصمته في عدة قطاعات رئيسية، أهمها الاتصالات، الإعلام، التعدين، والسياسة. ولد في 17 يونيو 1954، وهو الابن الأكبر للملياردير الراحل أنسي ساويرس. أنسي ساويرس مؤسس مجموعة أوراسكوم القابضة، التي تعد من أكبر التكتلات الاقتصادية في مصر والعالم العربي.
النشأة والتكوين: من صعيد مصر إلى أوروبا
تشكّلت شخصية نجيب ساويرس في بيئة مصرية تقليدية في صعيد مصر، وتحديدًا في مدينة سوهاج. نشأ في كنف عائلة قبطية أرثوذكسية محافظة، وهو ما منحه إحساسًا قويًا بالهوية والانتماء. وفي الوقت ذاته دفعه إلى السعي نحو الانفتاح على العالم الخارجي وفهمه بشكل أعمق. لم يرضَ بالبقاء ضمن حدود الوطن فقط، بل سعى منذ بداياته إلى استكشاف فرص التعليم والعمل في الخارج، وهو ما كان له الأثر الكبير في تشكيل ملامح مسيرته المستقبلية.
اقرأ المزيد: من هو محمد العبار؟
التعليم التقني والقيادة الإدارية
بعد إنهاء دراسته الثانوية، انتقل نجيب ساويرس إلى سويسرا ليلتحق بالمعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيورخ. هناك حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية. لاحقًا، أكمل دراساته العليا في مجال الإدارة التقنية. منحه ذلك توازنًا نادرًا بين المعرفة العلمية الدقيقة والرؤية الإدارية الإستراتيجية. هذه الخلفية الأكاديمية المزدوجة كانت أحد أبرز أسباب نجاحه في قيادة مشروعات ضخمة. تمكن منتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
بداية الرحلة: تأسيس أوراسكوم تليكوم
دخل نجيب ساويرس مجال الأعمال من بوابة شركة أوراسكوم التي أسسها والده، لكنه اختار أن يؤسس شركته الخاصة في قطاع الاتصالات. هكذا وُلدت “أوراسكوم تليكوم”، التي تحولت خلال سنوات قليلة إلى واحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم العربي وأفريقيا. اعتمد في هذا المشروع على قراءة دقيقة لحاجة الأسواق الناشئة إلى خدمات الاتصال. لذلك دخل بقوة إلى دول مثل الجزائر، تونس، العراق، بنغلاديش، وباكستان.
تابع القراءة: من هو عبد الله الراجحي؟
اختراق السوق المصري عبر “موبينيل”
في السوق المحلية، أطلق ساويرس مشروع “موبينيل” الذي كان نقطة تحول في قطاع الاتصالات المصري. واجه منافسة شرسة وتحديات قانونية، لكنه استطاع فرض اسم شركته في السوق. تمكن من تقديم خدمات متميزة أسست لمرحلة جديدة في تاريخ الاتصالات بمصر.
التوسّع الإعلامي: حين يصبح الصوت قوة
لم يكن نجيب ساويرس رجل اتصالات فحسب، بل آمن بأن للإعلام دورًا أساسيًا في بناء المجتمعات. أطلق قناة “أون تي في”، التي قدمت خطابًا إعلاميًا حرًا ومستقلًا. حدث ذلك في وقت كانت فيه الساحة الإعلامية تعاني من التوجّه الواحد. تميزت القناة بتغطيتها الجريئة، خاصة خلال ثورة 25 يناير. وكانت منصة مفتوحة للنقاش السياسي والاجتماعي الحر.
دعم التعددية الإعلامية وحرية التعبير
إلى جانب “أون تي في”، دعم ساويرس العديد من المنصات والمبادرات الإعلامية التي هدفت إلى تعزيز حرية التعبير والتنوع في وجهات النظر. لم يكن هدفه فقط السيطرة الإعلامية. بل كان يسعى إلى خلق توازن حقيقي في المشهد الإعلامي المصري والعربي.
اكتشف المزيد: من هو ماجد الفطيم (Majid Al Futtaim)؟
التوجه السياسي: تأسيس حزب المصريين الأحرار
في أعقاب ثورة يناير، قرر نجيب ساويرس خوض غمار السياسة من خلال تأسيس حزب “المصريين الأحرار”. هذا الحزب تبنّى أجندة ليبرالية تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان، حرية الرأي، والاقتصاد الحر. رأى ساويرس أن القطاع الخاص يجب أن يكون له دور في دعم الانتقال الديمقراطي. كذلك المساهمة في بناء مؤسسات قوية ومستقلة.
الدور الاجتماعي والإنساني
إلى جانب أنشطته الاقتصادية والسياسية، يولي ساويرس اهتمامًا بالغًا بالعمل الخيري. من خلال “مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية”، ساهم في تمويل برامج تعليمية وصحية وتنموية، خصوصًا في المناطق الفقيرة والمهمشة. تعرف المؤسسة ببرامجها للمنح الدراسية داخل وخارج مصر، إضافة إلى دعمها للمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.
استثمارات دولية: من الذهب إلى التكنولوجيا
خارج مصر، تنوّعت استثمارات ساويرس بين السياحة، الطاقة، الفنادق، والتعدين. وأبرز هذه الاستثمارات كان استحواذه على حصة كبيرة في شركة “La Mancha” الكندية. تعمل هذه الشركة في قطاع تعدين الذهب في أفريقيا. هذه الصفقة وضعته على خريطة كبار المستثمرين في الذهب عالميًا، وحملت له لقب “مستثمر الذهب”.
اطلع على: من هو جيك فريمان Jake Freeman؟
الرهان على التكنولوجيا والأسواق الناشئة
إضافة إلى اهتمامه بالموارد الطبيعية، استثمر ساويرس في شركات تكنولوجيا ناشئة حول العالم، خصوصًا في أوروبا وأمريكا. ركّز على الذكاء الاصطناعي، البيانات، والتقنيات الحديثة. يعتقد أن المستقبل يكمن في الابتكار، وأن التكنولوجيا قادرة على تغيير الاقتصادات. كما أنها تساهم في تحسين حياة الناس بشكل جذري.
الثروة والحضور الإعلامي الشخصي
يُقدّر صافي ثروة نجيب ساويرس بعدة مليارات من الدولارات، وقد ظهر اسمه في قوائم فوربس لأغنى رجال العالم مرارًا. لكنه كثيرًا ما يشير إلى أن الثروة ليست هدفه الأساسي. بل يعتبرها وسيلة لخلق تأثير إيجابي في مجتمعه. وعلى المستوى الشخصي، يُعرف بحضوره القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر. هناك يشارك آراءه في القضايا العامة، بأسلوب يمزج بين الجدية والفكاهة.
شخصية عامة بروح مرنة وإنسانية
رغم كونه شخصية عامة ذات نفوذ واسع، يحرص ساويرس على إبقاء حياته العائلية بعيدًا عن الأضواء. وهو متزوج ولديه أبناء، ويعرف بعلاقته الدافئة مع أسرته. وعلى صعيد الحياة اليومية، يبدو شخصًا بسيطًا قريبًا من الناس، يتواصل معهم بمرونة وصدق، ويشاركهم آرائه دون تكلف أو تصنع.
اقرأ أيضاً: من هو كيث جيل؟
خاتمة: رجل أعمال بحجم مشروع نهضة
نجيب ساويرس ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل هو نموذج لرائد أعمال مؤثر. يجمع بين الطموح الاقتصادي، الالتزام المجتمعي، والانفتاح السياسي. لقد استطاع أن يصنع تأثيرًا حقيقيًا في قطاعات متعددة، وأن يُلهم أجيالًا من الشباب للسعي نحو النجاح الحقيقي. يعتقد أن النجاح لا يتوقف عند حدود المال، بل يتجاوزها إلى بناء وطن أفضل ومستقبل أوسع. في كل ما قام به، كان حاضرًا، جريئًا، وعازمًا على أن يُحدِث فرقًا.
مشاركة
الموضوعات الساخنة

من الفشل إلى النجاح: قصة إد سيكوتا، المتداول الذي غيّر قواعد اللعبة
بداية مختلفة: شاب بحلم غير تقليدي في أوائل السبعينيات، عندما كانت أغلب أساليب التداول تعتمد على الحدس والرسوم البيانية البسيطة، ظهر شاب طموح يُدعى إد سيكوتا برؤية جديدة تمامًا: استخدام...
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *