القائمة
الصفحة الرئيسية / مقالات / استراتيجية التداول / كويكو أدوبولي ودروس من عالم التداول
كويكو أدوبولي

كويكو أدوبولي ودروس من عالم التداول

خطأ واحد أنهى كل شيء – كويكو أدوبولي ودروس من عالم التداول

الوقت المقدر للقراءة: 5 دقائق

الفصل الأول: مصرفي شاب طموح



 في منتصف العقد الأول من الألفينات، كان كويكو أدوبولي نجم  صاعد في عالم البنوك والاسواق المالية. وُلد في غانا ونشأ في المملكة المتحدة، وانضم الى بنك UBS، أحد أكبر البنوك في العالم، كمتداول شاب وطموح يبرز هذا الفصل كبداية لرحلة مهنية لامعة تنتهي بتحول جذري.

سريعًا ما نال التقدير لعمله في قسم صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) في لندن. ومعروف بذكائه وعمله الجاد، بدا أدوبولي كالصورة المثالية للمصرفي العصري الناجح. لكن خلف الكواليس كانت الطموحات والضغوط في السوق المالي تتصاعد، مما دفعه لتجاوز حدود ادارة المخاطر والتورط في رهانات متهورة.

الفصل الثاني: المخاطر، الضغط، وخسارة بقيمة 2.3 مليار دولار

بين عامي 2008 و2011، سجل التاريخ المالي واحدة من أبرز حوادث سوء ادارة المخاطر، بطلها المتداول كويكو أدوبولي، الموظف في بنك UBS السويسري. بدأ أدوبولي تدريجيًا بتجاوز حدود التداول المصرح بها له داخل البنك، منخرطًا في صفقات ذات مخاطر مرتفعة، دون الالتزام بالإجراءات الداخلية أو الضوابط الرقابية.

في المراحل الأولى، حقّق أرباحًا كبيرة، مما جذب إليه إعجاب المدراء وزاد من ثقته في قدراته. لكن مع تقلّب السوق، لم يفعّل أدوبولي أدوات وقف الخسارة، ولم يلتزم بأي شكل من أشكال إدارة المخاطر. بل لجأ إلى تزوير السجلات لإخفاء خسائره المتزايدة، معتقدًا أنه سيتمكّن من تعويضها لاحقًا عبر صفقات أكبر.

خرج هذا السلوك عن السيطرة. وبحلول سبتمبر 2011، أعلنت UBS أن تداولات أدوبولي غير المصرّح بها تسببت بخسارة مالية قدرها 2.3 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر الخسائر في تاريخ البنوك. شكلت هذه الخسارة واحدة من أشهر حالات الاحتيال المالي في السوق المالي الحديث.

هزّت الفضيحة الأسواق العالمية، ومسحت مليارات من القيمة السوقية لبنك UBS وأدّت إلى اعتقال أدوبولي. والذي قال لاحقًا:


” لم أكن أحاول السرقة. كنت أحاول تحقيق أرباح للبنك. لكنني تجاوزت الخط حين اخترت إخفاء الخسائر بدلاً من الاعتراف بها, درس قاس عن الطمع في التداول”.

الفصل الثالث: السقوط، السجن، والترحيل



 في نوفمبر 2012، تمت إدانة كويكو أدوبولي بتهمة الاحتيال وصدر بحقه حكم بالسجن سبع سنوات في المملكة المتحدة. أمضى ما يقارب أربع سنوات قبل أن يفرج عنه في عام 2015. ومع ذلك، لم تنتهِ تحدياته. نظرًا لأنه وُلد في غانا، واجه الترحيل من المملكة المتحدة بعد إطلاق سراحه. وعلى الرغم من الطعون والدعم الشعبي، تم ترحيله إلى غانا في عام 2018، وهي دولة غادرها عندما كان طفلًا.

اقرأ المزيد: من الفشل إلى النجاح: قصة إد سيكوتا، المتداول الذي غيّر قواعد اللعبة

الفصل الرابع: من حافة السقوط إلى فرصة النهوض



 بعد إطلاق سراحه، اختار أدوبولي طريقًا مختلفًا. بدأ يتحدث علنًا عن ثقافة ادارة المخاطر، والأخلاقيات، والضغوط في المؤسسات المالية.
ومنذ ذلك الحين عمل كمتحدث عام ومستشار في ادارة المخاطر ومدافع عن الصحة النفسية والأخلاقيات في التداول
وايضا مرشد يحذر المتداولين الشباب من مخاطر الإفراط في المجازفة

ورغم أنه لا يستطيع العودة إلى التداول، فقد حوّل أدوبولي تجربته إلى قصة تحذيرية، تساعد الآخرين على تجنّب الأخطاء التي ارتكبها, وقد بات يُنظر إليه كمصدر إلهام في مجال ادارة المخاطر.

الفصل الخامس: دروس من كويكو أدوبولي


1- تجاهل الخسائر الصغيرة هو أول خطوة نحو الانهيار الكبير
قرار أدوبولي بإخفاء خسائر صغيرة قاد في النهاية إلى خسائر بمليارات الدولارات.
 نصيحة: اعترف بالأخطاء مبكرًا, الاعتراف بالاخطاء قبل فوات الاوان ممكن يخفف العواقب.

2-  الضغط قد يُحطم الأخلاقيات
البيئات ذات الضغط العالي قد تدفع الأشخاص لتجاوز الخطوط الحمراء.
 نصيحة: ضع خطوط حمراء لنفسك لا تتجاوزها أبدًا، مهما كانت الضغوط.

3- ادارة المخاطر ليست اختيارية
تجاهل حدود المخاطر طريق سريع إلى الكارثة.
 نصيحة: احترم الخطوط الحمراء التي وجدت بالاصل من أجل البقاء، لا لتقييد النجاح .

4-  الخلاص ممكن
حتى بعد الفضيحة العامة، يمكنك إعادة بناء نفسك من خلال مساعدة الآخرين.
نصيحة : حول اخطاء الماضي الى دروس ترشد غيرك.

تعرف أيضاً على: استراتيجية الاستثمار لوارن بافيت: أسرار النجاح طويل الأمد في الأسواق المالية


الفصل الأخير: قصة تحذيرية تحوّلت إلى رسالة حياة



 قصة كويكو أدوبولي هي قصة طموح، وسقوط، وخلاص. من متداول بارز في UBS إلى سجين، والآن إلى مدافع علني عن التمويل الأخلاقي، تمثل رحلته تذكيرًا صارخًا بعواقب تجاهل القواعد.

اليوم، يتحدث إلى المهنيين الشباب والشركات المالية عن ثقافة ادارة المخاطر، مثبتًا أنه حتى بعد سقوط بهذا الحجم، لا يزال بإمكانك إيجاد طريقة لتُساهم بشكل إيجابي في العالم.

الخلاصة: من متداول إلى مرشد في إدارة المخاطر


 خسائر بقيمة 2.3 مليار دولار أنهت مسيرته البنكية، لكنها لم تُنهِ هدفه في الحياة. السقوط لا يعني النهاية… إذا تعلمت وساعدت الآخرين على النمو.

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *