القائمة
الصفحة الرئيسية / مقالات / رحلة الصعود: جون بولسون.. المتداول الذي غيّر قواعد اللعبة
جون بولسون

رحلة الصعود: جون بولسون.. المتداول الذي غيّر قواعد اللعبة

الوقت المقدر للقراءة: 5 دقائق

الفصل الأول: شاب طموح في وول ستريت

وُلد جون ألفريد بولسون عام 1955 في نيويورك، ودرس التمويل في جامعة نيويورك قبل أن يحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد.
في عام 1994، أسس شركته الاستثمارية “Paulson & Co.” برأس مال لا يتجاوز مليوني دولار.

عُرف بولسون بدقته التحليلية وانضباطه وطموحه اللافت، وركّز منذ البداية على استراتيجيات المراجحة في عمليات الاندماج والاستثمار المرتبط بالأحداث. ومع ذلك، لم يكن يرضيه السير ضمن المألوف، بل كان يخطط لصفقة تغير تاريخه وتكتب اسمه في دفاتر المجد بوول ستريت.

الفصل الثاني: الرهان ضد فقاعة العقارات

بينما كان الجميع تقريباً يؤمن بأن سوق العقارات الأميركي لا يمكن أن ينهار، رأى بولسون ما لا يراه الآخرون.
بعد تحليل دقيق لقروض الرهن العقاري عالية المخاطر (subprime)، توصّل إلى نتيجة مفادها أن السوق على وشك الانفجار.

وفي الفترة ما بين 2006 و2007، بدأ بشراء عقود التأمين الائتماني (Credit Default Swaps) ضد سندات الرهن العقاري، أي أنه راهن على انهيار السوق.

وكانت النتيجة تاريخية:

  •  أرباح قدرها 15 مليار دولار لصالح شركته
  •  أرباح شخصية لبولسون تجاوزت 4 مليارات دولار في عام 2007 وحده

سُميت هذه العملية لاحقاً بـ “أعظم صفقة في التاريخ”، وجعلت من جون بولسون أحد أثرى وأشهر مديري صناديق التحوط في العالم.

الفصل الثالث: أخطاء باهظة وثمن الشهرة

لكن النجاح لم يدم طويلاً. فبعد أزمة العقارات، تحوّل بولسون إلى استثمارات عالية المخاطر في الذهب وقطاع الأدوية والطاقة. للأسف، كانت معظم هذه الرهانات غير موفقة.

في عام 2011:

  • خسر صندوق Advantage Plus التابع له نحو 52% من قيمته
  • انخفضت الأصول المدارة من 36 مليار دولار إلى نحو 19 مليار دولار بحلول 2015

توالت عمليات سحب المستثمرين، وبدأت وسائل الإعلام تصفه بـ”النجم الساقط”.

اقرأ المزيد: رحلة صعود جون هنري من الهزيمة إلى صاحب إمبراطورية رياضية ومالية

الفصل الرابع: العودة باستراتيجيات جديدة

رغم الانتقادات، لم ينسحب بولسون من الساحة. بل حوّل شركته إلى مكتب استثماري عائلي (Family Office)، وغيّر استراتيجيته نحو استثمارات طويلة الأجل وأكثر استقرارًا، مع التركيز على الذهب والموارد الطبيعية.

أحد أبرز تحركاته:

  •  استحوذ على حصة بين 40% إلى 50% من مشروع منجم الذهب العملاق “دونلين” في ألاسكا، باستثمار يتراوح بين 800 مليون إلى مليار دولار.

ومع تجاوز أسعار الذهب حاجز 3,500 دولار للأونصة، أعادت هذه الخطوة له الأرباح — ومعها الاحترام في أوساط وول ستريت.

الفصل الخامس: أين يقف اليوم؟

  • تُقدّر ثروته الحالية بين 3 إلى 4 مليارات دولار
  • شركته تدير أصولًا تتراوح بين 10 إلى 11 مليار دولار
  • تركّز استثماراته على الذهب، الرعاية الصحية، والموارد الطبيعية
    اليوم، يُعتبر بولسون من أكثر المستثمرين تأثيراً في أسواق السلع، خاصة الذهب.

اقرأ المزيد: قصة صعود جونجيه زانج: ملياردير من الشاي

الفصل السادس: دروس مستفادة من جون بولسون

1. فكر بعكس التيار

أصبح أسطورة لأنه راهن على انهيار سوق كان يظنه الجميع لا يُقهر.
  العبرة: ثق في أبحاثك، لا في الضجيج الإعلامي.

2. النجاح لا يدوم

حقق مكاسب ضخمة، ثم تلتها خسائر مؤلمة.
  العبرة: التواضع والحيطة ضرورة بعد كل انتصار.

3. التكيّف ينقذ المسار المهني

تحوّله نحو الذهب والاستثمارات المستقرة ساعده على النهوض من جديد.
  العبرة: بدّل استراتيجيتك حين تتغير ظروف السوق.

4. السمعة هي رأس المال الأطول عمرًا

رغم خسائره، حافظ على احترام السوق له بفضل شفافيته.
  العبرة: النزاهة تبقى، حتى عندما تغيب الأرباح.

اقرأ المزيد: رحلة الصعود: راي داليو | كيف حول الفشل إلى نجاح مالي مبهر

الفصل الأخير: من صفقة تاريخية إلى استثمار حذر

سيظل جون بولسون معروفاً كصاحب “أعظم صفقة في التاريخ”، لكن قصته تظهر أيضًا أن حتى أعظم المستثمرين معرضون للسقوط. ومع ذلك، فإن من يملك القدرة على التعلم، والانضباط، والتكيّف، يمكنه أن ينهض من جديد.

الملخص: من عبقري التداول إلى مستثمر استراتيجي

 صفقة واحدة خالدة صنعت له ثروة، لكن الأخطاء كلّفته كثيراً
  عبر تغيير نهجه، استعاد النجاح والتأثير
  السقوط ليس النهاية… فمن يتعلم، يعود أقوى

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *