
أمازون – من جراج إلى عملاق التجارة الإلكترونية
الوقت المقدر للقراءة: 6 دقائق
من جراج بسيط إلى عملاق بقيمة تريليونات: كيف تحوّلت أمازون إلى قوة في الأسواق المالية
تمثل قصة أمازون رحلة ملهمة في عالم الأعمال. فقد انطلقت الشركة من فكرة متواضعة في جراج، ثم أصبحت اليوم قوة هائلة تهيمن على قطاعات التجارة الإلكترونية والأسواق المالية.
في الواقع، هذه ليست مجرد حكاية عن بيع الكتب، بل هي شهادة حيّة على الرؤية الثاقبة لجيف بيزوس وقدرته على إعادة تشكيل أسواق بأكملها.
ونتيجة لذلك، تحولت أمازون من مجرد متجر إلكتروني إلى نظام بيئي متكامل، يجمع بين التجزئة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، مما رسّخ مكانتها كلاعب أساسي في الاقتصاد العالمي.
البداية: كيف أُنشئت “أمازون” من فكرة جريئة؟
بيزوس الذي كان يعمل في وول ستريت قبل أن يلتفت إلى فرصة الإنترنت التي كانت ناشئة في منتصف التسعينات.
استقال في 1994، وأطلق موقعًا لبيع الكتب عبر الإنترنت باسم “Cadabra”، قبل أن يغيره سريعًا إلى Amazon استلهامًا من نهر الأمازون الضخم، ليعكس رؤيته في أن تكون “الأكبر عالميًا”.
لقد أدرك جيف بيزوس الإمكانات الهائلة التي يتيحها الإنترنت. فعلى سبيل المثال، يعرض أكبر متجر فعلي بضعة آلاف من العناوين فقط. في المقابل، يمكن للمتجر الإلكتروني عرض ملايين الكتب دون الحاجة لمساحة تخزين ضخمة. ومن ثم، انطلق المشروع من جراج منزله.
بنى هدفه: “أكبر مكتبة على وجه الأرض”، وبدأ بإدراج ملايين الكتب، مقدّمًا للعملاء إمكانية الاختيار من خيارات غير محدودة.
التوسع والتنوّع: من الكتب إلى كل شيء
1. تنويع محفظة المنتجات
بعد التفوق في قطاع الكتب، سرعان ما أضافت أمازون فئات جديدة. لكن الخطوة الأكثر تأثيرًا كانت إطلاق “سوق أمازون” (Marketplace). لقد أتاح هذا السوق للبائعين الخارجيين الانضمام للمنصة. ونتيجة لذلك، توسع نطاق المنتجات بشكل هائل، كما أنه خلق مصدر إيرادات حيويًا للشركة.
2. ابتكارات تقنية ذات أثر مالي
في الواقع, يكمن سر تفوق الشركة في قدرتها على الابتكار التقني. ولعل أبرز مثال على هذا النمو الأسطوري هو إطلاق Amazon Prime: اشتراك مع شحن مجاني ومزايا إعلامية.
نتيجة لذلك، أصبحت AWS المحرك الرئيسي لأرباح الشركة، حتى في يومنا هذا في أغسطس 2025. فهي تدر هوامش ربح تفوق قطاع التجزئة بشكل كبير، ولهذا السبب، تمنح الشركة استقرارًا ماليًا منقطع النظير. كما تعد AWS: أكبر منصة للحوسبة السحابية.
بينما Alexa: مساعد صوتي مبني على الذكاء الاصطناعي، ينمو في الاستخدام والإيرادات
3. توسع عالمي واستثماري
لم تكتفِ أمازون بالنجاح المحلي، بل اتبعت استراتيجية توسع عالمية مدروسة. إلى جانب ذلك، قامت بعمليات استحواذ ذكية لتعزيز هيمنتها، مثل شراء “Whole Foods”. عززت هذه الخطوات من صعود الشركة المذهل في السوق العالمي.
امتنعت Amazon عن التوسع الجغرافي فقط، بل أسست مراكز توزيع عالمية ومواقع محلية بلغات متعددة، تعزز من فعاليتها وتسريع توصيل المنتجات.
اقرأ المزيد: جوجل: من مشروع جامعي إلى إمبراطورية رقمية تُسيطر على الأسواق والمال
الطرح العام والشروع الرسمي
طرحت أمازون نفسها للبيع للجمهور في 15 مايو 1997 بسعر 18 دولار للسهم (يُعادل نحو 0.075$ بعد الانقسامات). رُفع سعر الفتح لمستثمري المؤسسات إلى 29.25$، وأغلق اليوم الأول عند 23.50$، مما أثار إعجاب المستثمرين بجدية نموذجها بالرغم من عدم تحقيق الأرباح آنذاك.
النمو المتفجّر بعد الاكتتاب
مع مرور الوقت، أثبتت أمازون أن رهانها كان صحيحًا. فعلى الرغم من نجاتها من انفجار فقاعة الدوت كوم، واصلت الشركة صعودها بقوة. بعد ذلك، شهد سهم أمازون نموًا أُسّيًا على مر السنين. كان هذا النمو دليلاً ملموساً على صحة الاستراتيجية، وكتب فصلاً جديداً في قصة نجاح أمازون.
- في أول عشر سنوات بلغ سعر السهم 350$، قبل التقسيمات المتلاحقة.
- قفزت القيمة السوقية من بضعة مئات الملايين عند الاكتتاب إلى أكثر من 2.3 تريليون دولار بحلول يوليو 2025.
أداء السهم اليوم
حالياً، تتربع أمازون على عرش أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية. ونتيجة لذلك، أصبح سهمها (AMZN) مكونًا أساسيًا في محافظ المستثمرين. يعكس أداؤه ثقة السوق العميقة في مسار الشركة التصاعدي.

الدروس الاستثمارية من قصة أمازون
درس مالي | التفاصيل |
طرح عام رغم الخسارة | عرضت أسهمها للمستثمرين رغم عدم الربحية، مع ثقة عالية في نموذجها. |
تقسيم الأسهم لتحفيز السيولة | مرّت بأربع انقسامات؛ أحدثها في 2022. |
عوائد تاريخية مذهلة | استثمرت 1,000$ في 1997؟ ستكون قيمتها الآن ≈2.5 مليون دولار. |
اعتماد على الابتكار المستمر | التنويع التقني مكّنها من التأثير في أسواق متعددة، من التجارة للعالم الرقمي |
تقدم رحلة أمازون دروسًا ثمينة للمستثمرين ورواد الأعمال. نلخصها فيما يلي:
- أولاً، الرؤية طويلة الأمد: نجاح الشركة هو نتاج التركيز على بناء قيمة مستدامة.
- ثانياً، الابتكار الجذري: جرأة أمازون في دخول مجالات جديدة، مثل الحوسبة السحابية، خلقت مصادر إيرادات لم تكن في الحسبان.
- ثالثاً، الهوس بالعميل: وضع العميل في محور كل قرار بنى قاعدة ولاء منقطعة النظير.
- أخيراً، إعادة استثمار الأرباح: بدلاً من توزيع الأرباح، دأبت الشركة على إعادة استثمارها لتغذية عجلة النمو باستمرار.
خاتمة: أمازون – مثَل تجاري للنجاح في الأسواق المالية
قصة أمازون تُعلمنا أن النجاح لا يبدأ بثروة هائلة، بل بفكرة تُطبّق بجدارة والتزام، وتسويق ذكي، وتنويع تقني.
اليوم، تُعتبر أسهمها من أبرز المقاييس في أسواق المال، وشاهد حي على قدرة الابتكار على خلق قيمة استثنائية من الصفر.
اقرأ المزيد: كم كان سيحقق استثمار 10,000 دولار في أسهم “السبعة الكبار” خلال 10 سنوات؟
مشاركة
الموضوعات الساخنة

ما هو التقويم الاقتصادي وأهميته في الأسواق المالية
مقدمة عن التقويم الاقتصادي وأهميته للمتداولين التقويم الاقتصادي هو أداة رقمية أساسية لكل متداول ومستثمر في الأسواق المالية، حيث يعرض مواعيد إصدار البيانات الاقتصادية المهمة والتقارير الرسمية. تشمل هذه البيانات...
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *