القائمة
الصفحة الرئيسية / مقالات / الاستثمار / ما هو صندوق الاستثمار المتداول (ETF) وكيف يعمل؟
صندوق الاستثمار المتداول (ETF)

ما هو صندوق الاستثمار المتداول (ETF) وكيف يعمل؟

الوقت المقدر للقراءة: 7 دقائق

مقدمة
يشهد العالم توجهًا متزايدًا نحو الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) بفضل ما تقدمه من تنوع ومرونة وانخفاض في التكاليف. في هذا المقال، سنشرح ما هي صناديق الـETF، كيف تعمل، وما هي أنواعها، بالإضافة إلى تحليل التكاليف المرتبطة بها، ولماذا قد تكون خيارًا مناسبًا لمختلف فئات المستثمرين.

ما هو صندوق الاستثمار المتداول (ETF) وكيف يعمل؟

صندوق الاستثمار المتداول (Exchange Traded Fund – ETF) هو أداة استثمارية تجمع بين خصائص الأسهم وصناديق الاستثمار المشتركة. يتم تداول هذه الصناديق في البورصات مثل الأسهم، وهي مصممة لتتبع مؤشرات مالية مثل S&P 500 أو مؤشر السوق السعودي (تاسي). يمكن أن تحتوي هذه الصناديق على مجموعة متنوعة من الأصول مثل الأسهم، السندات، أو حتى السلع مثل الذهب.

يهدف صندوق الـETF إلى تزويد المستثمرين بطريقة سهلة ومنخفضة التكلفة للاستثمار في سوق متنوع دون الحاجة إلى شراء كل أصل من الأصول المدرجة في المؤشر بشكل فردي.

اقرأ المزيد: تحليل صناديق الاستثمار المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)

كيف يعمل؟

تقوم شركات إدارة الأصول بإنشاء صناديق ETF من خلال جمع أموال المستثمرين لشراء سلة من الأصول التي تعكس أداء مؤشر معين. يمكن بيع وشراء وحدات الصندوق خلال يوم التداول تمامًا مثل الأسهم، ما يتيح للمستثمرين مرونة كبيرة في الدخول والخروج من الاستثمار في أي وقت.

يقوم مزود الصندوق بإصدار وحدات قابلة للتداول في السوق المفتوحة، ويتغير سعر الوحدة بحسب العرض والطلب في السوق، رغم أن القيمة الأساسية تعتمد على صافي قيمة أصول الصندوق. يتم التحديث اللحظي لقيمة الوحدة خلال جلسات التداول، مما يسمح بالتفاعل السريع مع تغيرات السوق.

التكاليف المرتبطة بالاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة

رغم انخفاض التكاليف العامة لصناديق الـETF مقارنةً بغيرها، إلا أن هناك عددًا من التكاليف التي يجب أخذها في الحسبان عند الاستثمار.

المصاريف التشغيلية

هي الرسوم السنوية التي تُخصم من أصول الصندوق لتغطية التكاليف الإدارية والتشغيلية، وتُعرف بنسبة المصروفات (Expense Ratio). كلما كانت هذه النسبة أقل، زادت العوائد المحتملة للمستثمر. عادةً ما تكون هذه التكاليف أقل بكثير من نظيرتها في الصناديق المشتركة المدارة بنشاط.

تكاليف التداول

نظرًا لأن صناديق الـETF يتم تداولها في السوق مثل الأسهم، فإن المستثمرين يتحملون تكاليف تنفيذ الأوامر، مثل رسوم التداول أو الفروقات بين سعر العرض والطلب. هذه التكاليف تختلف حسب شركة الوساطة التي يتم من خلالها تنفيذ الصفقة.

عمولة الوسيط

عند شراء أو بيع وحدات من صندوق ETF، قد يتم فرض عمولة من قبل وسيط التداول. هذه العمولة قد تكون ثابتة أو نسبة مئوية من حجم الصفقة، وتعتمد على نوع الحساب والمنصة التي يستخدمها المستثمر. بعض الوسطاء يقدمون تداولًا بدون عمولة، لكن معظمهم يفرض رسومًا صغيرة.

فارق السعر مع صافي قيمة الأصول

قد يتغير سعر تداول وحدة الـETF عن قيمتها الحقيقية (NAV)، خاصةً في الصناديق الأقل سيولة، ما قد يؤثر على العائد الفعلي للاستثمار. الفرق بين سعر السوق وصافي قيمة الأصول يُعرف بـ”الفرق السعري”، وقد يكون إيجابيًا أو سلبيًا. هذا العامل يجب أن يكون في الحسبان عند تنفيذ عمليات شراء أو بيع.

تابع القراءة: صناديق الاستثمار الإسلامية وأفضل طرق الاستثمار فيها: دليل شامل

لماذا الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة؟

صناديق ETF توفر عددًا كبيرًا من المزايا، من بينها:

  • التنوع الفوري: يمكنك من خلال شراء وحدة واحدة من ETF امتلاك حصة في عشرات أو مئات الأصول المختلفة.
  • السيولة العالية: يتم تداول الـETF في البورصة طوال ساعات التداول، مما يتيح الدخول والخروج بسهولة.
  • الشفافية: يتم تحديث مكونات الصندوق يوميًا، ويمكن للمستثمرين معرفة ما يملكه الصندوق في أي وقت.
  • المرونة: يمكن للمستثمرين استخدام استراتيجيات متنوعة تشمل الشراء على المكشوف أو التداول بالهامش.
  • الملاءمة الضريبية: في بعض الدول، يتمتع الـETF بميزات ضريبية مقارنة بالصناديق التقليدية.

كيف تعمل صناديق الاستثمار المتداولة ذات الرافعة المالية؟

توفر هذه الصناديق للمستثمرين إمكانية تحقيق عوائد أعلى من خلال استخدام أدوات مالية مشتقة. تستهدف هذه الصناديق مضاعفة أداء المؤشر الأساسي، مثل 2× أو 3× في الاتجاه الصاعد أو الهابط. لكنها تنطوي على مخاطر مرتفعة، وتناسب المستثمرين ذوي الخبرة العالية واستراتيجيات التداول قصيرة الأجل، وليس للاستثمار طويل الأجل بسبب طبيعة إعادة التوازن اليومية لهذه الصناديق.

اكتشف المزيد: 7 استراتيجيات أساسية لتداول صناديق الاستثمار للمبتدئين

هل يُعد صندوق الاستثمار المتداول خيارًا استثماريًا جيدًا؟

نعم، بالنسبة للكثير من المستثمرين، يُعتبر الـETF خيارًا جذابًا بفضل سهولة الوصول، وتنوع الأصول، والشفافية، وانخفاض التكاليف. مع ذلك، لا يُعد ETF مناسبًا لجميع المستثمرين، حيث يجب تقييم الهدف من الاستثمار، ومدى تقبل المخاطر، وأفق الاستثمار الزمني قبل اتخاذ القرار.

الاستثمار في ETF يمكن أن يكون مناسبًا للغاية للادخار طويل الأجل، أو لبناء محفظة متنوعة بتكلفة منخفضة، لكنه يحتاج إلى فهم لطبيعة الصندوق ومؤشره الأساسي.

كم عدد أنواع صناديق الاستثمار المتداولة؟

يوجد العديد من أنواع صناديق الـETF، تختلف حسب نوع الأصول والاستراتيجية التي تتبعها، ومن أبرزها:

  • صناديق الأسهم: تركز على الأسهم المحلية أو العالمية أو بحسب قطاعات معينة.
  • صناديق السندات: تستثمر في أدوات الدين ذات العائد الثابت.
  • صناديق السلع: مثل الذهب والنفط والمعادن الثمينة.
  • صناديق القطاعات: تركز على قطاع محدد مثل التكنولوجيا أو الرعاية الصحية أو الطاقة.
  • صناديق الأسواق الناشئة أو الدولية: توفر فرصًا للاستثمار خارج الأسواق المحلية.
  • الصناديق ذات الدخل الثابت: تستهدف الاستقرار في العائد على الاستثمار.
  • الصناديق ذات الرافعة المالية والمعكوسة: تهدف إلى تحقيق أداء مضاعف (أو عكسي) للمؤشر الذي تتبعه.

اطلع على: ما هي صناديق الاستثمار المتداولة ETF’s؟

خاتمة
تُعد صناديق الاستثمار المتداولة خيارًا ممتازًا للمستثمرين الذين يسعون للتنوع وتقليل المخاطر والتكاليف. قبل اتخاذ القرار، تأكد من دراسة نوع الصندوق، التكاليف، المؤشر المرتبط به، ومدى توافقه مع استراتيجيتك الاستثمارية. كما يُنصح بالاطلاع على النشرة التعريفية للصندوق ومعرفة مكوناته ومخاطره قبل الشراء، لضمان تحقيق أفضل نتائج ممكنة على المدى القصير أو الطويل.

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *