القائمة
الصفحة الرئيسية / مقالات / العقود مقابل الفروقات
العقود مقابل الفروقات

العقود مقابل الفروقات

العقود مقابل الفروقات حيث تعد عقود الفروقات (CFD) واحدة من أبرز الأدوات المالية التي اكتسبت شهرة واسعة في الأسواق المالية الحديثة. تسمح العقود مقابل الفروقات للمتداولين بالمشاركة في أسواق متنوعة دون الحاجة لشراء الأصول نفسها. وتستند فكرة هذه العقود إلى الاستفادة من فرق السعر بين لحظة فتح الصفقة ولحظة غلقها. في هذا المقال من أوتت ماركتس، سوف نستعرض بشكل موسع ماهية العقود مقابل الفروقات، الفرق بينها وبين الفوركس، أهمية عقود الفروقات الحية، وأخيرًا سنلقي الضوء على حكم تداول العقود وفقًا للشريعة الإسلامية.

ما هي عقود الفروقات؟

العقود مقابل الفروقات أو عقود الفروقات هي عبارة عن اتفاقية بين المتداول ووسيط مالي، يتم بموجبها تبادل الفرق بين سعر الأصل عند فتح الصفقة وسعره عند إغلاقها. بمعنى آخر، تتيح هذه العقود للمتداولين المضاربة على حركة الأسعار في الأسواق المالية دون الحاجة لامتلاك الأداة المالية التي يتداولون عليها.

على سبيل المثال، إذا كان المتداول يتوقع أن يرتفع سعر سهم معين، فيمكنه شراء عقد فروقات على هذا السهم. إذا ارتفع السعر بالفعل، يحقق المتداول ربحًا بناءً على الفرق بين سعر فتح الصفقة وسعر إغلاقها. وإذا انخفض السعر، فإنه يتكبد خسارة مماثلة.

تتميز عقود الفروقات بعدد من الخصائص التي تجعلها جذابة للعديد من المتداولين، مثل القدرة على التداول على مجموعة واسعة من الأصول المالية مثل الأسهم، السلع، العملات، والمؤشرات. كما تسمح عقود الفروقات بالاستفادة من حركة الأسعار في الأسواق الصاعدة والهابطة، مما يتيح الفرصة لتحقيق أرباح في كلا الاتجاهين.

ومن أبرز مميزات عقود الفروقات هي استخدام الرافعة المالية، والتي تتيح للمتداولين السيطرة على مراكز كبيرة باستخدام رأس مال صغير نسبيًا. رغم أن هذا يمكن أن يزيد من العوائد، فإنه يزيد أيضًا من المخاطر.

العقود مقابل الفروقات

الفرق بين الفوركس وعقود الفروقات

الفوركس هو السوق الذي يتم فيه تبادل العملات الأجنبية. يتداول المشاركون في سوق الفوركس أزواج العملات، مثل اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD)، بهدف الاستفادة من تغيرات الأسعار بين هاتين العملتين. يعد سوق الفوركس أكبر الأسواق المالية من حيث حجم التداول اليومي، ويتميز بسيولة عالية ويعمل على مدار الساعة.

في المقابل، عقود الفروقات تمثل أداة تداول أكثر تنوعًا، حيث يمكن للمتداولين شراء وبيع عقود فروقات على مجموعة متنوعة من الأصول المالية، مثل الأسهم، السلع، المؤشرات، والعملات. في الفوركس، يقتصر التداول بشكل رئيسي على العملات، بينما في عقود الفروقات، يكون المتداولون قادرين على التنوع بين العديد من الأسواق والأدوات المالية.

يتمثل الفرق بين الفوركس وعقود الفروقات الرئيسي في أن في سوق الفوركس، يقوم المتداول بشراء العملة وبيع أخرى بشكل مباشر، بينما في عقود الفروقات لا يتعين على المتداول امتلاك الأصل المادي. بدلاً من ذلك، يقوم المتداول بمضاربة على سعر الأصل فقط.

علاوة على ذلك، يمكن للمتداولين في سوق الفوركس العمل في سوق واحد فقط (العملات)، بينما في العقود مقابل الفروقات يمكن للمتداولين التداول على مجموعة واسعة من الأسواق بما في ذلك الأسهم، السلع مثل النفط والذهب، والعديد من المؤشرات المالية.

اقرأ المزيد: العقود الذكية في البلوك تشين

ما هي عقود الفروقات الحية؟

عقود الفروقات الحية هي العقود التي تعتمد على الأسواق الحية وتحدد قيمتها بناءً على أسعار الأصول التي يتم تداولها في تلك الأسواق في الوقت الفعلي. وهذا يعني أن هذه العقود تتبع تحركات الأسعار في أسواق مثل الأسهم أو السلع أو العملات.

تعتبر العقود الحية أكثر شفافية لأن سعر العقد يكون مستمدًا مباشرة من السوق الفعلي. بالنسبة للمتداولين، يوفر التداول في العقود الحية إمكانية الاستفادة من تحركات الأسعار الفورية وتحقيق أرباح بسرعة عند حدوث التقلبات في السوق.

يتم تداول عقود الفروقات الحية على منصات تداول تعتمد على أسعار الأصول الفعلية، مثل منصات التداول الخاصة بالأسواق المالية العالمية. على سبيل المثال، إذا كنت تتداول عقد فروقات على سهم شركة معينة، فإن سعر العقد سيعكس السعر الفعلي لذلك السهم في السوق. عند شراء أو بيع عقد فروقات حية، يتم حساب الربح أو الخسارة بناءً على هذه الأسعار الفورية.

من مزايا العقود الحية أن المتداولين يمكنهم الاستفادة من التحركات السريعة في الأسعار، مما يجعلها أداة جذابة للمتداولين الذين يبحثون عن فرص سريعة في الأسواق.

العقود مقابل الفروقات

حكم تداول العقود

فيما يتعلق بحكم تداول العقود مقابل الفروقات من منظور الشريعة الإسلامية، فإن الآراء تتفاوت بين العلماء. من جهة، هناك من يرون أن تداول عقود الفروقات محرم، وذلك بناءً على عدة أسباب رئيسية. أولاً، قد تتضمن هذه العقود استخدام الرافعة المالية، وهو ما قد يؤدي إلى الحصول على عوائد ضخمة عبر الديون، مما قد يعتبر ربا في نظر البعض. ثانيًا، هناك من يعتبر أن العقود مقابل الفروقات قد تشمل بعض المعاملات التي تفتقر إلى الشفافية وقد تحتوي على غموض يؤدي إلى “الغَرَر” وهو أمر محرم في الإسلام.

بالمقابل، يرى بعض العلماء والفقهاء أنه إذا كانت عقود الفروقات تُنفذ بطريقة لا تشمل الربا أو الغرر، فليس هناك مانع شرعي من تداولها. وذلك بشرط أن لا تشمل المعاملات أي نوع من أنواع القروض الربوية، وأن يتم التعامل على أساس الشروط التي تتماشى مع الشريعة الإسلامية.

ومن هنا تأتي أهمية التأكد من أن العقود مقابل الفروقات التي يتم تداولها لا تتضمن أي نوع من المعاملات غير الشرعية مثل الفوائد الربوية أو الغرر المفرط. كما يمكن للمستثمرين المسلمين اللجوء إلى الوسائل المالية التي تقدم منتجات تتوافق مع الشريعة الإسلامية.

أخيرًا، يُفضل أن يستشير المتداولون العلماء المتخصصين في الشريعة الإسلامية لتوضيح حكم تداول العقود باستخدام هذه الأدوات المالية بناءً على فهم دقيق للظروف المتاحة.

اقرأ أيضاً حول: ساعات التداول في سوق الفوركس وأفضل أوقات التداول

خاتمة

العقود مقابل الفروقات حيث تُعد عقود الفروقات أداة مالية مرنة يمكن أن تكون مفيدة للمتداولين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من تقلبات الأسواق المالية دون الحاجة لامتلاك الأصول نفسها. رغم أن هذه الأداة العقود مقابل الفروقات توفر فرصًا متعددة لتحقيق الربح، إلا أنه يجب على المتداولين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المرتبطة بها، وكذلك مراعاة الضوابط الشرعية إذا كانوا يتداولون في إطار الشريعة الإسلامية.

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *