في أكتوبر 2024، ارتفع معدل التضخم السنوي في المملكة المتحدة إلى 2.3%، وهو أعلى مستوى له في ستة أشهر. هذا الارتفاع يتجاوز التوقعات التي كانت تشير إلى 2.2% من قبل بنك إنجلترا والسوق. ما الذي ساهم في هذا الارتفاع؟ وهل سيستمر هذا الاتجاه في المستقبل؟

تأثير ارتفاع أسعار الإسكان والطاقة

كان أكبر مساهم في ارتفاع التضخم هو قطاع الإسكان والخدمات المنزلية، حيث ارتفعت أسعار هذا القطاع بنسبة 5.5% مقارنةً بـ 3.8% في سبتمبر. هذا الارتفاع جاء بشكل رئيسي نتيجة لزيادة أسعار الكهرباء والغاز، حيث انخفضت أسعار الكهرباء بنسبة 6.3% مقارنة بـ -19.5% في الشهر السابق، بينما انخفضت أسعار الغاز بنسبة 7.3% مقارنة بـ -22.8%. ويعكس هذا تأثير زيادة حد سقف أسعار الطاقة الذي فرضته هيئة أسواق الغاز والكهرباء في المملكة المتحدة (Ofgem) في أكتوبر 2024.

زيادات في قطاع الخدمات والمطاعم

بالإضافة إلى ذلك، شهد قطاع الخدمات زيادة طفيفة في الأسعار، حيث ارتفعت بنسبة 5% مقارنة بـ 4.9% في الشهر السابق، وهو ما يتماشى مع توقعات البنك المركزي. كما شهدت أسعار المطاعم والفنادق زيادة بلغت 4.3% مقارنة بـ 4.1% في سبتمبر. وعلى الرغم من هذه الزيادات، كانت أسعار الغذاء مستقرة عند 1.9%.

نظرة إلى المستقبل

رغم هذه الزيادات في الأسعار، من الملاحظ أن بعض القطاعات مثل الترفيه والثقافة شهدت تراجعًا في الأسعار بنسبة 3% مقارنة بـ 3.8% في سبتمبر. مع استمرار زيادة أسعار الطاقة والخدمات، من المتوقع أن يظل التضخم عند مستويات مرتفعة في الأشهر المقبلة. في المجمل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.6% مقارنة بالشهر السابق، فيما ارتفع التضخم الأساسي السنوي إلى 3.3% مقارنة بـ 3.2%.

هل يستمر هذا الاتجاه؟ إن التغيرات في الأسعار وتأثيرات السياسات الحكومية ستكون حاسمة في تحديد اتجاه التضخم في المملكة المتحدة خلال الفترة القادمة.