
بيتكوين تدخل السياسة العالمية: تسوية بين الصين وروسيا لتجارة الطاقة باستخدام BTC
دخلت عملة البيتكوين رسميًا عالم السياسة العالمية، حيث بدأت كل من الصين وروسيا في استخدامها لتسوية صفقات الطاقة. يمثّل هذا التحول خطوة مهمة في الاتجاه المتنامي نحو “التخلّي عن الدولار”، ويُظهر أن البيتكوين لم تعد مجرد أصل للمضاربة، بل تطورت إلى أداة شرعية للمعاملات بين الحكومات.
الزلزال الجيوسياسي في النظام المالي العالمي
بينما فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية ثقيلة على الصين (بلغت 125%) وهددت بالمزيد، اتخذت الصين وروسيا خطوة جريئة نحو التخلص من الاعتماد على الدولار من خلال استخدام البيتكوين لتسوية صفقات الطاقة. يُعد هذا أول تطبيق واقعي للبيتكوين كأداة للتجارة الدولية، ما يدفع كلا البلدين نحو الاستقلال المالي عن الدولار الأمريكي.
ردود الفعل الأولية في الأسواق
بعد الإعلان عن التعريفات الجديدة، انخفض سعر البيتكوين مبدئيًا إلى 81,000 دولار. ولكن بعد ساعة واحدة فقط من انتشار خبر استخدام الصين وروسيا للبيتكوين في تجارة الطاقة، ارتفع السعر بسرعة بنسبة 5.6% ليصل إلى 81,636 دولارًا.
تحليل VanEck: البيتكوين في قلب تحوّل تاريخي
في تقرير جديد بعنوان “الأصول الرقمية: التخلّي عن الدولار يدفع البيتكوين نحو دور نقدي”، قال “ماثيو سيغيل”، رئيس قسم أبحاث الأصول الرقمية في VanEck:
“البيتكوين لم يعد مجرد فرضية؛ استخدام الصين وروسيا له في صفقات الطاقة حقيقة لا يمكن إنكارها.”
يمثل هذا تحولًا جذريًا في الطريقة التي يُنظر بها إلى البيتكوين داخل النظام المالي العالمي. وتضيف VanEck أن البيتكوين قد تفوّق على مؤشرات كبرى مثل ناسداك في فترات زمنية متعددة. ومع استمرار ضعف الدولار الأمريكي، تزداد جاذبية البيتكوين كملاذ آمن للمستثمرين، وخاصة أولئك القلقين من المخاطر الجيوسياسية وتضخم العملات.
دول أخرى تحذو حذو الصين وروسيا
استخدام البيتكوين في التجارة العالمية لا يقتصر على الصين وروسيا فقط، إذ بدأت عدة دول باتخاذ خطوات مشابهة:
- بوليفيا أعلنت عن خطط لتسوية واردات الكهرباء باستخدام العملات الرقمية.
- شركة EDF الفرنسية تدرس استخدام الكهرباء الفائضة في تعدين البيتكوين.
- روسيا بالفعل طبّقت استخدام البيتكوين والعملات المستقرة في صفقات النفط، مما يعزز دوره كأداة عملية في التجارة الدولية.
اقرأ أيضًا: البيتكوين وسط عاصفة التعريفات: المستثمرون يبحثون عن ملاذ مالي جديد
البيتكوين: من أصل عالي المخاطر إلى أداة تسوية عالمية
يتطور دور البيتكوين في التجارة الدولية بسرعة، وإليك بعض المزايا الرئيسية التي يوفرها:
مزايا البيتكوين في تسوية التجارة الدولية:
- لا حاجة للبنية التحتية المالية التقليدية
البيتكوين يعمل بشكل مستقل عن أنظمة البنوك الدولية، مما يتيح معاملات مباشرة وأكثر كفاءة. - مقاوم للعقوبات المرتبطة بالدولار
البيتكوين يقدّم بديلًا للدولار الأمريكي، ويُعد مقاومًا للعقوبات المالية المرتبطة به. - لامركزي وغير قابل للرقابة
البيتكوين لامركزي، ما يعني أنه لا توجد سلطة مركزية يمكنها التحكم في المعاملات أو رقابتها. - سيولة عالية واعتماد متزايد عالميًا
مع تزايد اعتماد الشركات والحكومات على البيتكوين، تستمر سيولته وانتشاره في النمو.
تراجع الدولار الأمريكي
في الوقت نفسه، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 7% منذ بداية العام، وهو حاليًا عند مستوى 102.5 تقريبًا. هذا التراجع يعزز من مكانة البيتكوين كأداة “تحوط” ضد ضعف العملات الورقية، وخصوصًا الدولار الأمريكي.
التحليل النهائي: هل العملات الرقمية على أعتاب تحوّل تاريخي؟
وفقًا لكلمات “جين فولي”، كبيرة المحللين في Rabobank:
“هدّد ترامب بفرض تعريفات على الدول التي تسعى للتخلّي عن الدولار، لكن سياساته الانعزالية لم تؤدِّ سوى إلى تعزيز هذا الاتجاه.”
ما كان يُعد يومًا فكرة جريئة ومضاربة، أصبح الآن أداة استراتيجية للحفاظ على السيادة المالية. البيتكوين لم يعد مجرد وسيلة استثمار، بل دخل رسميًا مجالات السياسة والطاقة والتجارة العالمية، في إشارة إلى تحوّل قد يُعيد تعريف مستقبل النظام المالي الدولي.
مشاركة
الموضوعات الساخنة

الدليل الكامل لمنصة التداول سي تريدر cTrader
في عالم التداول، يلعب وجود منصة سريعة ودقيقة وشفافة دورًا حاسمًا في نجاح المتداولين. cTrader هي واحدة من أكثر منصات التداول تقدمًا في العالم، وهي مصممة لتنفيذ الفوركس وعقود الفروقات...
اقرأ المزيد
إرسال تعليق
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية محددة بـ *