في عالم اليوم، لم تعد الثقافة المالية مهارة رفاهية، بل أصبح ضرورة أساسية للحفاظ على الرفاهية الاقتصادية والوقاية من المشاكل المالية. يساعدك محو الأمية المالية على إدارة ميزانيتك وتوفير المال. في هذا المقال من أوتت، نتناول أهمية الثقافة المالية وكيفية التخطيط للميزانية.

لماذا تعد الثقافة المالية مهمة؟

1. منع القرارات المالية الخاطئة

يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الثقافة المالية إلى اتخاذ قرارات خاطئة. على سبيل المثال، يقوم العديد من الأشخاص، بالحصول على قروض، دون حساب معدل الفائدة بعناية، وينتهي بهم الأمر إلى إنفاق جزء كبير من دخلهم على دفع فوائد عالية.

2. إدارة الدخل وتخفيض الديون

إن الإدارة السليمة للدخل، تساعد الناس على التحكم في نفقاتهم وتجنب الديون غير الضرورية. ومن خلال التخطيط السليم، يمكن للناس التركيز على الادخار والاستثمار بدلاً من سداد قروض متعددة.

3. خلق الأمن المالي والادخار للمستقبل

الحياة مليئة بالتقلبات وقد نواجه مشاكل مالية غير متوقعة في بعض الأحيان. إن الادخار ووضع خطة مالية منتظمة يمكن أن يمنع  الأزمات المالية ويجعل الشخص أكثر مرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية.

4. الحماية من الاحتيال المالي

إن التحكم في الحسابات المصرفية والوعي بأساليب الاحتيال المالي يساعد الناس على تجنب الوقوع ضحايا للمحتالين. فالأشخاص الملمون بالشؤون المالية لا يقدمون معلومات حساباتهم لأشخاص مجهولين ويتخذون إجراءات سريعة إذا لاحظوا أي نشاط مشبوه.

اقرأ المزيد: إدارة المخاطر والأمن في الأسواق المالية

كيف تبدأ بالتخطيط المالي؟

يُعد وضع الميزانية إحدى أهم الخطوات لتحقيق الاستقلال المالي. فيما يلي 6 خطوات أساسية لوضع ميزانية فعالة:

1.  حساب صافي الدخل

قبل أن تبدأ بالتخطيط لميزانيتك، عليك أن تحسب دخلك الصافي؛ وصافي الدخل هو إجمالي دخلك مطروحًا منه الضرائب والتأمين الصحي والخصومات الأخرى. يشكل هذا الرقم أساس ميزانيتك.

2.  مراجعة النفقات

لإدارة أموالك بشكل أفضل،عليك أن تعرف أين يتم إنفاق أموالك؛ قم بتقسيم نفقاتك إلى فئات مختلفة:

النفقات الأساسية (مثل الإيجار والفواتير والبقالة)

النفقات غير الضرورية (مثل الترفيه والمشتريات غير الضرورية)

ملاحظة: إن تسجيل نفقاتك في تطبيق مالي أو دفتر ملاحظات، يمكن أن يساعدك في تحديد الإنفاق الزائد وتقليصه إذا لزم الأمر.

3.  تحديد الأهداف المالية

يمكن أن تشمل أهدافك المالية بناء مدخرات للطوارئ، أو شراء منزل، أو التخطيط للتقاعد، أو الاستثمار في الأسواق المالية. يساعدك تحديد الأهداف على تحديد أولوياتك المالية وتجنب الإنفاق غير الضروري.

4. الميزانية (قاعدة 50/30/20)

من الطرق الشائعة لإدارة الأموال، استخدام قاعدة 50/30/20:

• 50% للنفقات الأساسية (الإيجار، الفواتير، البقالة والمواصلات)
• 30% للنفقات الشخصية والترفيهية (السفر، المطاعم والترفيه)
• 20% للادخار والاستثمارات (مدخرات الطوارئ، استثمارات سوق الأوراق المالية، وتأمين التقاعد)

5. التحكم في النفقات غير الضرورية وتقليلها

يمكن أن تساعدك مراجعة نفقاتك الشهرية على تقليل النفقات الإضافية. على سبيل المثال:

✔ اختر خدمة واحدة بدلاً من الاشتراك في خدمات ستريم المتعددة.

✔ تقليل عدد المرات التي تتناول فيها الطعام خارج المنزل يمكن أن يكون فعالاً جداً في تقليل النفقات.

✔ إذا كانت تكاليف الوقود مرتفعة، استخدم وسائل النقل العام أو خيارات بديلة.

6. مراجعة ميزانيتك وتعديلها

بمجرد وضع الميزانية، راجعها بانتظام لمعرفة ما إذا كنت تلتزم بخطتك المالية. والحياة مليئة بالتغييرات؛ لذلك تحتاج في بعض الأحيان إلى تعديل ميزانيتك وفقًا للظروف الجديدة.ا

اقرأ المزيد: كيفية استخدام صناديق الاستثمار المتداولة لتنويع محفظتك الاستثمارية

الثقافة المالية والاستثمار

تساعدك الثقافة المالية على إدارة أموالك والادخار بشكل أفضل من خلال التخطيط المالي وتسجيل الدخل والمصروفات؛ ومن ناحية أخرى، يتيح لك الاستثمار زيادة أصولك. إن امتلاكك الثقافة المالية في مجال الاستثمار لا يحميك من المخاطر غير الضرورية فحسب، بل يتيح لك أيضاً القيام باستثماراتك، بتخطيط أكثر دقة وإدارة أفضل. الفكرة الرئيسية في الاستثمار هي أن تكون قادرًا على تحقيق أهدافك المالية طويلة الأجل من خلال شراء الأسهم والسندات والأصول الأخرى.

ما أهمية الاستثمار؟

يبلغ متوسط النمو طويل الأجل لسوق الأسهم (باستثناء التضخم) حوالي 7% سنويًا. مع هذا النمو، ستتضاعف قيمة استثمارك كل 10.5 سنوات.

بالطبع، الاستثمار ليس دائمًا، خاليًا من المخاطر. تؤثر الظروف الاقتصادية على أداء الأسواق المالية وتتسبب في أن تقدم الأدوات المالية، عوائد مختلفة في فترات مختلفة. لهذا السبب؛ فإن الإلمام بطرق الاستثمار المختلفة واختيار الخيار المناسب، له تأثير كبير على إدارة المخاطر وعوائد الاستثمار.

طرق الاستثمار في سوق الأسهم

يمكن الاستثمار في سوق الأسهم بطرق مختلفة، ويعتمد اختيار كل طريقة، على مستوى المعرفة ومقدار رأس المال والاستراتيجية الفردية للمستثمر. إحدى الطرق الأكثر شيوعًا، هي التداول المستقل، حيث يقوم المستثمر شخصيًا بتحليل السوق واختيار الأسهم وإجراء المعاملات. تحظى هذه الطريقة بشعبية كبيرة بسبب انخفاض تكاليفها وتحكمها الكامل في الاستثمارات. ومع ذلك، فإن الحاجة إلى معرفة التحليل الأساسي والفني وقضاء الوقت لدراسة السوق، هي التحديات الرئيسية لهذه الطريقة.

هناك طريقة أخرى وهي نسخ صفقات كبار المستثمرين؛ في هذه الطريقة؛ يتبع المستثمرون، استراتيجيات الأشخاص الناجحين مثل وارن بافيت من خلال مراقبة محافظهم المالية والتداول بشكل مماثل. تقلل هذه الطريقة من مخاطر اتخاذ قرارات خاطئة ويمكن أن تكون خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين ليس لديهم معرفة متعمقة بالسوق؛ ومع ذلك، فإن الافتقار إلى التحكم الكامل في استراتيجية التداول والاعتماد على قرارات المستثمرين الآخرين يعتبران من عيوب هذه الطريقة.

الطريقة الشائعة الأخرى هي الاستثمار من خلال المستشارين الماليين؛ في هذه الطريقة، يستفيد الأفراد، مقابل دفع رسوم الاستشارات والعمولات، من معرفة وخبرة الخبراء الماليين لتصميم محفظة استثمارية مناسبة لهم. هذه الطريقة مناسبة لأولئك الذين لديهم رأس مال كبير ويبحثون عن إدارة احترافية لأصولهم. ومع ذلك، فإن التكاليف المرتفعة والافتقار إلى السيطرة المباشرة على الاستثمارات، يمكن أن تشكل تحديات لبعض المستثمرين.

اقرأ أيضاً: كيف تدفع صناديق الاستثمار المشترك الأرباح؟

الخلاصة

بالإضافة إلى الادخار، تعلمك الثقافة المالية، كيفية التصرف بشكل مناسب مع النفقات غير المتوقعة والحفاظ على هدوئك، عندما يتغير دخلك؛ لأنك بذلك تكون قد خلقت لنفسك هامش أمان مالي.

يمكن أن يساعد الحد الأدنى من المدخرات في تقليل نفقاتك بشكل كبير على المدى الطويل. تشير بعض الاستطلاعات إلى أن الأشخاص الذين يخططون ميزانيتهم ويتحكمون في إنفاقهم، يصلون إلى احتياجاتهم من المدخرات بشكل أسرع، ولديهم ديون أقل على بطاقات الائتمان الخاصة بهم، ويحاولون سداد القروض الكبيرة في أقرب وقت ممكن.